أنهى الجيش السوري الحر معتقدات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحدوث معارك وملاحم كبرى تؤشر على آخر الزمان، وفق أحاديث نبوية تشكل المعين الديني لتنظيم أبي بكر البغدادي؛ وذلك بعد أن سيطر المقاتلون السوريون على قرية "دابق" شمالي سوريا. وحررت فصائل الجيش السوري الحر، اليوم الأحد، ناحية "صوران" وقرية "دابق"؛ وذلك في إطار عملية "درع الفرات". وقال قادة ميدانيون في الجيش الحر لوكالة الأناضول التركية إن العمل جار على تفكيك القنابل التي خلفها التنظيم في المناطق المحررة. ووفق مصادر أمنية تركية، فإن أصعب مرحلة من مراحل عملية "درع الفرات" قد اكتملت بتحرير دابق ذات الأهمية المعنوية الكبرى لدى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "داعش" نشر هناك نحو 1200 من مقاتليه لحماية القرية. وتقع دابق، التابعة لمنطقة أعزاز، شمال حلب، وتبعد ب 45 كيلومتراً عن الحدود التركية. وقد وقعت في سهلها الكبير معركة عظيمة بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قنصوه الغوري عام 1516، وانتصر فيها العثمانيون، وكانت المعركة مقدمةً لدخولهم المناطق العربية وتأسيس إمبراطوريتهم. وكانت مجلة "دابق"، التابعة للتنظيم، نقلت مؤخراً على موقعها على الإنترنت، بحسب الوكالة التركية، تصريحات لزعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي" جاء فيها: "ليست هذه معركة دابق الكبرى التي ننتظرها"، في إشارة إلى أحاديث نبوية تحدثت عن معركة ستقع في "آخر الزمان" بين المسلمين والصليبيين على أرضها. ولدابق أهمية رمزية كبيرة لدى "داعش"، وقد أطلق اسمها على أبرز مجلة صادرة عنه نظراً لما يحمله من معطيات تاريخية تعكس تفكير التنظيم وأسلوبه الفكري؛ بحيث يعود إلى بلدة في سوريا ورد ذكرها في صحيح مسلم الذي قال إنّ هناك حديثاً للنبي محمد تناول فيه معركة فاصلة بين المسلمين وأعدائهم في ذلك الموقع تحصل مع حلول "آخر الزمان" ونزول "المسيح". وكانت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، أطلقت، في 24 غشت الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس شمال سوريا، تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم "داعش". ونجحت هذه العملية العسكرية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين؛ وبذلك لم تبقَ أية مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة "داعش".