اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، بالعديد من المواضيع، من بينها على الخصوص مستجدات "الحوار الاجتماعي" في ظل وضع مالي واقتصادي "صعب" في تونس، والاستحقاق التشريعي المقبل في الجزائر، والحوار السياسي في موريتانيا. ففي تونس، وتحت عنوان "اليوم اجتماع الحسم في معركة الزيادة في الأجور" ، أشارت صحيفة (الشروق) إلى أنه من المنتظر أن ينعقد اليوم الاثنين لقاء بين الحكومة و"الاتحاد العام التونسي للشغل" بحضور عدد من الوزراء، وذلك بعد اقتراحات الحكومة بتأجيل الزيادة في الأجور واتخاذ إجراءات تقشفية من أجل توفير موارد مالية، في سياق وضع اقتصادي "صعب" تجتازه البلاد. ونقلت الصحيفة عن مصادر تأكيدها أن الاتحاد العام متمسك بموقفه القاضي برفض تأجيل الزيادة في الأجور ، ولحلول مالية على مستوى الميزانية "تكون على حساب الأجراء والعمال والموظفين، من خلال حرمانهم من حقهم في الزيادة في الأجور ، وإرهاقهم بزيادات جديدة في الضرائب....". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الصباح) أن اجتماع اليوم سيهم "التفاوض والتشاور بخصوص العديد من الملفات الساخنة، على رأسها مشروع تنقيح قانون الوظيفة العمومية، ومسألة إرجاء الزيادة في أجور الموظفين إلى سنة 2019 ، و مناقشة التعديلات على النسخة الأولى لمشروع قانون المالية لسنة 2017". وأوضحت الصحيفة أن لقاء اليوم سيسعى إلى إيجاد السبل لتجاوز "نقاط الخلاف" بخصوص التوجهات العامة لميزانية الدولة للسنة المقبلة، والتي تضمنت أساسا " توجها لإقرار مزيد من الضرائب على الطبقة الوسطى، وتعبئة موارد مالية على حساب الموظفين والأجراء والمستهلكين، مع العمل على إلغاء الانتداب في الوظيفة العمومية والقطاع العام (باستثناء الدفاع) ... واتخاذ تدابير استثنائية للتحكم في النفقات والأجور (....) ، وهي التوجهات التي أعربت المركزية النقابية على رفضها بشكل قاطع، محذرة من نتائجها الوخيمة على البلاد واستقرارها...". ومن جهة ثانية، أشارت الصحيفة إلى أنه من المنتظر أن تنطلق اليوم الاثنين "الاستشارة الوطنية" حول إصلاح الوظيفة العمومية بحضور أطراف من الحكومة والاتحاد العام للشغل وهيئات من المجتمع المدني، بهدف "تحديد الملامح العامة للإصلاح"، والذي سيكون محور استشارات إقليمية تتوج بندوة وطنية. صحيفة (الشارع المغاربي) كتبت، في افتتاحية العدد، أن "الإجماع الحاصل حول توصيف الوضعية الحالية التي تمر منها الدولة التونسية بالخطير والكارثي، لا يقابله إجماع وطني يتجسد في مشروع مدعوم من جبهة وطنية داخلية قوية قادرة على مجابهة سنة 2017 ، التي يتوقع كل الخبراء والمسؤولين والفاعلين السياسيين في الحكم والمعارضة، أن تكون الأصعب في تاريخ تونس الحديث...". ومن جهة أخرى، وتحت عناوين بارزة على صدر صفحاتها الأولى، توقفت الصحف المحلية عند الانتصار "الثمين" الذي حققه المنتخب التونسي لكرة القدم على نظيره الغيني أمس الأحد بنتيجة 2/0، في المباراة التي جمعتهما بالمنستير (160 كلم عن العاصمة)، برسم الجولة الأولى من الإقصائيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018. ونوهت هذه الصحف بأداء منتخب نسور قرطاج خلال المباراة التي شهدت ندية كبيرة، معتبرة أنه بهذا الانتصار يكون الفريق المحلي قد "دخل غمار التصفيات بقوة كأبرز مرشح ليكون ضمن خماسي القارة الافريقية". وفي الجزائر ، تناولت تعليقات الصحف المحلية موضوع الانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في شهر أبريل القادم. وفي هذا الصدد، لاحظت صحيفة (أوطو دالجيري) أنه على بعد بضعة أشهر من تنظيم الانتخابات، "يقطع المشهد السياسي مع سبات طويل، ويعد بتنشيط سيصل ذروته مع اقتراب المعركة التشريعية". وأكدت الصحيفة أن نجاح هذا الموعد بالنسبة للسلطة "يكاد يكون بمثابة شرط وجودي، لأنه بالنسبة لها لا يجب أن تشوب الانتخابات التشريعية أية شائبة بأي شكل من الأشكال....". واعتبرت الصحيفة أنه بالنظر إلى القانون الانتخابي الجديد، الذي يجعل خيار عدم المشاركة متجاوزا، لم يعد ينظر للمقاطعة على أنها وسيلة للضغط أو ترفا، ما دام التحدي أصبح هو البقاء على قيد الحياة...". ورأت صحيفة (لو كوتيديان وهران) أن بداية الصراع السياسي عشية الانتخابات المحلية والبرلمانية ، تؤشر على حملة انتخابية سابقة لأوانها طويلة ، "قذرة، وشرسة...". وتوقفت الصحيفة عند الخرجات الإعلامية لقادة حزبي الائتلاف الحاكم ، "جبهة التحرير الوطني" و"التجمع الوطني الديمقراطي"، اللذان مرا إلى مرحلة الهجوم، خصوصا على المستوى الإعلامي، "بشكل استفزازي إلى أبعد الحدود ، تأهبا لمرحلة الاصطفافات...". واعتبرت الصحيفة أن المعركة، التي تشن بشكل مبكر بين الفريقين، توضح تماما الانقسامات في أعلى الهرم حول قضية الخلافة على رئاسة الدولة سنة 2019. وأشارت صحيفة (المجاهد) إلى "العجز وعدم نضج خطاب قادة الأحزاب السياسية، والذي يؤدي حتما إلى لامبالاة الرأي العام، وبالتالي يزيد من خطر الامتناع عن التصويت في الانتخابات" المذكورة. وعلى بعد بضعة أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في أواخر أبريل، دعت الصحيفة القادة السياسيين إلى "الارتفاع إلى مستوى مطالب الناخبين، والمزيد من النضج (سياسيا)...". وعلقت صحيفة (ليبيرتي) "في نظام، حيث يشكل تزوير الانتخابات بالنسبة للسلطة القائمة الوسيلة المؤسسية لفرض الخيارات السياسية، تعتبر مشاركة أكبر عدد ممكن من (البوتيكات السياسية)، خصوصا تلك التي تحمل صفة المعارضة، أمرا حيويا"، مشيرة إلى أنه في هذه الحالة، فإن "النظام لا يتوقع أي شيء آخر من المعارضة غير المشاركة في مظاهر الحياة المؤسسية....". وفي موريتانيا، واصلت الصحف المحلية اهتمامها، على الخصوص، بالحوار السياسي الداخلي. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة (المواطنة) إلى أن حزب "التحالف الشعبي التقدمي" هدد بالانسحاب من جلسات الحوار ، "إذا لم يتم الالتزام بجدول الأعمال ومناقشة النقاط المحددة سلفا....". ونقلت الصحيفة عن بيان للحزب "حرصه على المشاركة الذي لا يعدله إلا حرصه على جدية الحوار وروح التوافق، التي هي شرط الكل". ومن جهتها، كتبت صحيفة (صدى الأحداث) أن "التحالف الشعبي التقدمي" يهدد بالانسحاب من جلسات الحوار السياسي، مضيفة أن هذا الحزب عبر عن رفضه "المضي في مسلسل نهاياته لا تنبني على مقدماته". ومن جهة ثانية، ذكرت الصحيفة أن رئيس "حزب تكتل القوى الديمقراطية" أحمد ولد داداه، دعا إلى الوقوف في وجه ما أسماه ب" الحوار الأحادي"، الذي يستهدف، برأيه ،"التلاعب والعبث بالدستور وإرادة الشعب الموريتاني".