بعلو كعب لاعب في كرة السلة، وهي الرياضة التي أحبها ومارسها مدة طويلة، استطاع صلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن ينتقل من منصب إلى آخر؛ فقد انطلق وزيرا للصناعة والتجارة بين يونيو 2004 وأكتوبر 2007، ثم وزيرا للمالية إلى حدود 2011، فوزيرا للخارجية من 2013 إلى اليوم. وكما كان ابن مدينة مكناس المزداد سنة 1953 لاعبا يرتفع في الهواء ليدخل الكرة بمهارة في السلة المرتفعة، فإن مزوار تعلم من هذه الرياضة هواية "الارتماء" في أجواء السياسة وعالم الأحزاب، حتى إنه تحول إلى رقم صعب ضمن معادلة المشهد السياسي بالبلاد، وبات له حضور وازن في عدد من الحكومات المتعاقبة. اللاعب الدولي السابق للفريق الوطني ل"الباسكيت"، المنتمي أيام شبابه إلى حركة 23 مارس الماركسية قبل أن يطلّق سريعا العمل السري ليتزوج بالمبادرة الفردية، ويتسلق أدراج الوظائف بشكل لافت، إلى أن دخل الحكومة من أوسع أبوابها، يطمح في اقتراع 7 أكتوبر إلى أن يعاود الكرّة، ويستوزر حزبه من جديد. الذين يكنون الود لهذا الرجل فارع الطول، صاحب الابتسامة العريضة، المعروف بتؤدته وتمهله، يرون فيه القائد الذي سيحمل "الحمامة" إلى البيت الحكومي من جديد، بما له من قوة تفاوضية كبيرة، ومهارة في المناورات السياسية، وقدرة هائلة على إكساب حزبه نقاطا حاسمة دون خسارات فادحة ولا إثارة زوابع سياسية. وفي المقابل، يجد مناوئو مزوار، خريج السلك العالي في التدبير بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء، أنه يعرف من أين تؤكل كتف الحكومة، لينال رضا داعميه للمسير قدما في الاستوزار، بتعبير خصوم "الحمامة".