اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأربعاء،بذكرى حرب أكتوبر، والقضية الفلسطينية وحالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، وتطورات الأزمة اليمنية،وقانون (جاستا) الأمريكي المثير للجدل، ومواضيع أخرى محلية وإقليمية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (أكتوبر العظيم) أن نصر أكتوبر الذى حققته القوات المصرية فى عام 1973 سيظل علامة فارقة، ليس فى تاريخ مصر الحديثة وحدها، ولكن فى منطقة الشرق الأوسط، والعالم العربي، بل والعالم أيضا. وأكدت أن انتصارات الجيش المصرى فى الأيام الأولى للحرب فاجأت ليس فقط العالم كله، بل إن المصريين أنفسهم لم يصدقوا فى البداية الانتصارات التى حققها الجنود على جبهات القتال، والعبور العظيم الذى مازال العالم يتحدث عنه، ويستلهم دروسه الاستراتيجية. من جهتها كتبت صحيفة (الأخبار) في مقال أن انتصارات أكتوبر أعادت " العزة والكرامة للجيش والشعب المصري" وكانت هي " القوة الرافعة لنا للانطلاق، ولكن الفساد عرقل الكثير من خطواتنا لنكون من القوى الاقتصادية الكبرى في العالم، وتوقفنا رغم انطلاق الاخرين ولم نكمل المسيرة للنهاية حتى جاءت ثورة 25 يناير وبعدها ثورة 30 يونيو لتصحيح المسار مرة أخرى". وأكدت على أن المسيرة سوف تستمر و" سوف نبني مصر الحاضر والمستقبل من اجل اجيالنا القادمة..". أما صحيفة (الجمهورية) فكتبت في مقال أن القوات المسلحة المصرية والسورية حققت في 6 أكتوبر 1973 انتصارا عسكريا مدويا على القوات الإسرائيلية التي تهاوت خطوطها في الساعات الأولى من الحرب. وأضافت أن إسرائيل خرجت وحليفاتها من حرب أكتوبر بدروس لا تنسى أهمها "فك عرى التحالف المصري السوري، خاصة في المجال العسكري، وعدم السماح مهما كانت الظروف بتفوق القوات المسلحة المصرية والسورية على قوات إسرائيل" والعمل بكل الوسائل علي إضعاف الجيوش العربية،وخاصة في مصر وسوريا المحيطتين بإسرائيل. طبقا لمخطط مازالت حلقاته تتوالي منذ حرب أكتوبر حتى الآن. ورأينا ومازلنا نرى-تقول الصحيفة- ما يجري بالجيوش السورية والليبية واليمنية،وقبلها بالجيش العراقي قبل أن تخلص للقول"وحده، الجيش المصري هو الذي استعصى على المخطط الاستعماري المدمر للجيوش العربية، الهادف لحرمان الأمة العربية من جني ثمار انتصار أكتوبر المجيد". وفي البحرين، أكدت صحيفة (الوطن) أن الطائفية مرض سياسي واجتماعي ينبغي محاربته، وتصاعد النزعات الطائفية في الدولة يؤدي إلى تفككها تدريجيا وإضعافها، حيث تتصارع المصالح الضيقة، ويتحول الصراع الطائفي من ظاهرة كامنة إلى ظاهرة معلنة يمكن متابعتها عبر مختلف وسائل الإعلام، خصوصا شبكات التواصل الاجتماعي، مبرزة أن هذا أخطر تحد داخلي يمكن أن تشهده الدولة ويؤثر على أمنها الوطني. وشددت الصحيفة على أن مواجهة تحدي الطائفية تحتاج إلى سياسة عامة في الدولة، وهي ليست مسؤولية الحكومة التي يمكن أن تتولى وضعها بالتعاون مع الشركاء، بل هي مسؤولية جماعية تبدأ من استهداف رياض الأطفال، والمناهج التعليمية من المرحلة الابتدائية إلى الجامعية، وتشمل الخطاب الديني، وعلاقات رجال الدين بالأفراد، وارتباطات رجال الدين بالخارج، إلى الخطاب الإعلامي، والقائمة تطول "لأننا نستهدف بناء ثقافة سياسية جديدة لم يسبق أن تم العمل على تنفيذها من قبل". وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (أخبار الخليج) إلى أن إجراء المملكة العربية السعودية لمناورات بحرية في مضيق هرمز، هو "تطور نوعي ونقلة مهمة في المناورات البحرية السعودية، وتحمل بين ثناياها الكثير من الرسائل العميقة"، معتبرة أن تنفيذ مناورات بحرية لدولة خليجية كبرى، "يكسر بشكل واضح وصريح كل محاولات الهيمنة الإيرانية على مياه مضيق هرمز، ويوجه رسالة إلى الإيرانيين بأنهم ليسوا القوة البحرية الوحيدة الموجودة في مياه المضيق المهم، كما يغير من وتيرة المناورات البحرية الخليجية التقليدية التي كانت مقتصرة على مياه الخليج العربي". وأوضحت الصحيفة أن استعراض القوة والجاهزية القتالية لتنفيذ مختلف العمليات في عرض البحر من قبل المملكة العربية السعودية، وتحديدا في مياه مضيق هرمز، هو قرار استراتيجي مهم بالنسبة لجميع دول مجلس التعاون الخليجي، معربة عن الأمل في أن تجري قريبا مناورات بحرية خليجية تجمع دول مجلس التعاون الخليجي، ليس في مياه الخليج فحسب، بل وفي مضيق هرمز أيضا. وعن موضوع قانون (جاستا) الأمريكي المثير للجدل، قالت صحيفة (الوسط) إن من يعرف تاريخ الولاياتالمتحدة، في تعاملها مع الأصدقاء والأعداء، لم يفاجأ بما جرى، رغم فظاعته، موضحة أن السياسة الأمريكية المتقلبة، التي تعتبر في الشرق لؤما وضعة، تعتبر في الشطر الآخر من العالم شطارة وفنا، وهو ما يستوجب عدم التهوين من خطورة هذا القانون، فهو "سيف سلته أمريكا على رقاب دول المنطقة، لوضع يدها على مدخراتها في المصارف الأمريكية (..)". وأشارت الصحيفة إلى أن قانون (العدالة ضد رعاة الإرهاب)، واسع وفضفاض جدا، فهو لا يقتصر على السماح لأهالي ضحايا هجمات 11 سبتمبر بطلب التعويضات، أو شركات العقار والتأمينات والفنادق والمباني المتضررة في محيط برجي مركز التجارة العالمي، بل يمكن أن يستفيد منه ويستنفع، كل من أصيب بأية أضرار، جسدية أو مادية، أو معنوية أو نفسية، حتى لو تضرر من السخام أو الغبار المتطاير أثناء انهيار البرجين. وبعد أن ذكرت بأنه في قضية لوكربي فرضت على ليبيا تعويضات بمبلغ عشر مليارات دولار، لأهالي أقل من 300 ضحية، تساءلت: "فكم ستفرض من تعويضات مقابل 3000 ضحية في هجمات نيويورك؟ وكل ذلك سيجري باسم القانون لإرضاء آلهة الجشع الأمريكية". وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي)، أن تمرير قانون (جاستا) الأمريكي، أتى ليضع العلاقات الأمريكية - السعودية على محك غير مسبوق، فالحليفان التاريخيان، تقول الصحيفة، يواجهان اليوم احتمالات تصعيد يمكن أن يؤثر على المنطقة ككل، مشيرة في مقال إلى أن إقرار القانون يأتي ليمثل ضربة موجعة تستلزم إعادة تقييم التحالفات العربية في الداخل الأمريكي. واعتبر كاتب المقال أن قانون (جاستا) يدشن لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية، ويمثل نقطة تحول في تاريخ المنطقة، مشيرا إلى أن الأمريكيين يريدون تحالفا إيرانيا يجعلهم يعيدون التمركز على مقربة من القوى الصاعدة في الصين والهند، والإيرانيون، يضيف الكاتب، استطاعوا أن يتحركوا بكثير من الدهاء لاستعادة الحظوة الأمريكية خاصة بعد أن أثبتوا قدرتهم على اللعب فوق الطاولة، وتحتها أيضا كما يحدث في العراق وسورية. وكتبت صحيفة (الدستور)، من جهتها، أنه كلما لاحت في الأفق بوادر انفراج على مسار الحوار والمصالحة الفلسطينيين، كلما هبت الرياح بعكس ما تشتهي السفن، مؤكدة في مقال أن الانتخابات البلدية التي كان مزمعا إجراؤها في الضفة الغربية وقطاع غزة في الثامن من أكتوبر الجاري، تحولت بسبب سوء النوايا والإدارة على حد سواء، من فرصة إلى نكسة، وباتت المصالحة، بعيدة المنال أصلا، إثر التطورات الأخيرة، خيط دخان يطارده الحالمون والغيارى من دون جدوى. وأضافت الصحيفة أن الانتخابات في السياق الفلسطيني المعين، محلية كانت أم برلمانية ورئاسية، ضرورية لاستعادة الشرعية وتجديد النخبة وتعزيز المشاركة الشعبية. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة (الغد)، في مقال، أن الانتخابات البلدية الفلسطينية التي كانت مقررة الأسبوع المقبل، وجرى تأجيلها ، كان المؤمل أن تكون بداية وحدة وطنية، لكن تأجيلها لا يجب أن يشكل مؤشرا على أفق مسدود، إذ هناك فرصة حقيقية للاستفادة من الأزمة الراهنة. وأشارت إلى أن ما جرى من أحداث في الانتخابات البلدية يمكن اعتباره بمثابة تجربة أو "بروفا" لعمليات الانتخاب، وإنهاء الانقسام، والعودة مجددا بأداء أفضل على مستويات عدة، بدءا من المؤسسات القانونية والقضائية، وعلاج ما ظهر من مشكلات أوجدها الانقسام، بحيث يصبح حل هذه المشكلة القضائية، نموذجا لحل مشكلات انقسام أخرى شبيهة. وبالإمارات، انتقدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، بعض المسؤولين الفلسطينيين، بسبب " ممارساتهم العبثية التي تنم عن احتراف فن الانقسام والتقطيع والتجزئة التي يدفع فيها الشعب الفلسطيني الأثمان الباهظة ". واعتبرت الافتتاحية أن القرار الذي صدر عن محكمة العدل العليا الفلسطينية بإجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية من دون قطاع غزة، لا يمكن تفسيره إلا أنه خطوة خاطئة تكرس الانقسام الفلسطيني مهما كانت المبررات القانونية والحيثيات التي استند إليها القرار، موضحة أنه كان من الأفضل إرجاء الانتخابات إلى موعد آخر بحيث تجري في شطري الوطن في وقت واحد بعد تذليل العقبات والموانع، خصوصا أن هذه الانتخابات لا تحمل طابع العجلة. وشددت (الخليج) على أن الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام القائم الذي يهدد بشرذمة الوطن والشعب يجب أن تسبق ما عداها ، لا أن يتم صب الزيت على نار الانقسام والتشرذم. أما صحيفة (البيان)، فأكدت في افتتاحيتها أن الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها وهي دولة متميزة لا تعرف النمطية ولا الفكر التقليدي، ومنذ انطلاقها وهي تصنع حاضرها ومستقبلها في آن واحد. وأضافت، أنه من هذا المنطلق استطاعت دائما، ليس فقط مواجهة تحديات المستقبل فحسب، بل أيضا تمكنت من تحويل هذه التحديات إلى فرص كبيرة ومبادرات استباقية لرسم ملامح المستقبل وصناعته وتوجيهه وتوقع تحدياته. ومن جانبها، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها، أنه رغم مضي أكثر من شهر على مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لحل الأزمة اليمنية، فإن شيئا من هذه المبادرة لم ينفذ على أرض الواقع، "بل إن ردا إيجابيا واحدا من الجانب الحوثي لم يصدر، على الرغم من أنها كانت تراعي جانب الحوثيين والمخلوع أكثر من مراعاتها جانب الشرعية". وأوضح كاتب المقال أن المليشيات لم تسحب قواتها من صنعاء والمدن الرئيسة، ولم تقم بتسليم أسلحتها الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية إلى طرف ثالث، ولا قامت بالعمل مع الحكومة الشرعية على تشكيل حكومة وحدة وطنية لتقسيم السلطة بين الطرفين، فكل ما قامت به أنها، إلى جانب تجاهلها هذه المبادرة طوال الأسابيع الماضية، ارتكبت أول أمس عملا إرهابيا جديدا في عرض البحر باعتدائها على سفينة مدنية تستأجرها القوات المسلحة الإماراتية لنقل الإغاثة والمعدات الإنسانية لليمن. وبلبنان، ما زال الملف الرئاسي يستأثر باهتمام الصحف وذلك بعد 29 شهرا من الشغور في هذا المنصب، وبعد التحرك الذي عرفه الملف مؤخرا، إذ اهتمت (السفير) بلقاء صحفي للمرشح الرئاسي ميشال عون مساء أمس قائلة إنه كان مطمئنا الى نيات رئيس تيار (المستقبل) سعد الحريري وقراره المرتقب، موحيا بان مسألة الاعلان الرسمي من قبل الحريري عن ترشيحه تمهيدا لانتخابه رئيسا، هي مسألة وقت قصير لا يتجاوز حدود أواخر الشهر الحالي. وعلقت أن عون حاول عون في لقائه التلفزيوني "أن يريح القلقين من احتمال انتخابه، وان يمد الجسور في مختلف الاتجاهات، متوجها الى أصحاب الهواجس بيد ممدودة، وبلغة هادئة واحتوائية صاغ بها مسودات رسائل التطبيع" مع جميع الفرقاء. وأشارت الى أن عون تكلم ك"رئيس للجمهورية مع وقف التنفيذ، في انتظار صوت الحريري المرجح"، وطرح معالم برنامجه الرئاسي، وطمأن الطائفة السنية، وشدد على التزامه ب "اتفاق الطائف"، وأكد أحقية الحريري برئاسة الحكومة، واستوعب رئيس مجلس النواب نبيه بري مخففا من وطأة نقاط التباين ومعززا القواسم المشتركة. من جهتها أبرزت (الجمهورية) أن موسكو بعد السعودية وطهران تقاسمت المشهد السياسي بلبنان، بعدما تصدر الملف الرئاسي المحادثات التي أجراها سعد الحريري في الرياض أمس الأول مع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل أن ينتقل إلى روسيا للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. كما أشارت الى زيارة للمنسقة الخاصة للأمم المتحدةبلبنان، سيغريد كاغ ، إلى إيران وقالت إنها بحثت مع مسؤولين إيرانيين سبل وضع حد للشغور الرئاسي في لبنان. أما (المستقبل) الناطقة باسم تيار (المستقبل) فتحدثت عن عودة الحريري الى بيروت بعد جملة مواقف واضحة وشفافة اتخذها من موسكو وضع فيها الاصبع على حقائق ومسببات الجرح الرئاسي اللبناني والنزف الدموي السوري، إذ أكدت أنه حمل خلال لقائه سيرغي لافروف (حزب الله) مسؤولية التعطيل الأساسية للانتخابات الرئاسية ونظام بشار الأسد مسؤولية تهجير الشعب السوري من بلاده.