عاد اسم عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري ضمن التركيبة الحكومية الحالية، ليتداول من جديد داخل أروقة حزب التجمع الوطني للأحرار؛ إذ كان لافتا الحديث عنه بشكل متكرر من طرف القيادات الحزبية البارزة للRNI خلال التجمعات الخطابية للحزب في إطار حملته الانتخابية. ويبدو أن "حمامة أخنوش"، الذي غادر "حزب الأحرار" سنة 2011، لازالت تحلق فوق سماء التجمعيين، وحتى إن كانت طارت فإنها تعود مجددا .. كما أشار إلى ذلك محمد بوسعيد، عضو المكتب السياسي لحزب التجمعيين ووزير الاقتصاد والمالية، الذي قال: "أخنوش واخّا مشى؛ ما مشاش بزّاف". وعلى الرغم من الفراق الذي وقع بين الحزب نفسه وعزيز أخنوش، بعدما قرر الأخير الدخول إلى الحكومة، عكس اختيار التجمعيين الاصطفاف في المعارضة في النسخة الأولى من "حكومة بنكيران"، إلا أن الحزب واصل دعم عضوه السابق، كما أشار إلى ذلك صلاح الدين مزوار، زعيم الأحرار، بقوله: "حتى حين قررنا عدم الدخول، لم نمنع أخنوش من التواجد في الحكومة، بل شجعناه على ذلك نظرا لالتزامه ووفائه تجاه النهوض بأوضاع العالم القروي". مزوار، الذي يواصل حملة حزبه الانتخابية، استغل فرصة تواجده بإقليم تيزنيت، الذي ينتمي إليه الوزير أخنوش بالأصل، ليوصل إلى الساكنة المحلية تحية وزير الفلاحة والصيد البحري إلى أبناء منطقته، قبل أن يكيل له عبارات الثناء والمدح: "ما يقوم به أخنوش تجاه العالم القروي يشرفكم، وأنا سعيد أن ابن المنطقة يشرف البلاد ويمثلها وطنيا ودوليا". متانة علاقة الرجل المقرب من الملك محمد السادس بالتجمعيين أكدها مزوار في خطابه أمام ساكنة تيزنيت، وذلك عندما عاد إلى استحضار موقف التجمع الوطني للأحرار الداعم لأخنوش في قضية تدبير صندوق العالم القروي، التي اشتهرت بتسمية "صندوق مَا فرَاسيش"، ضدّ رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، موضحا: "عندما وقع الخلاف حول صندوق التنمية القروية وقف الحزب إلى جانب أخنوش، لأننا نعرف أنه قادر على تدبيره بإخلاص ودون حسابات سياسية وحزبية". الشكوك التي أدكتها تصريحات التجمعيين حول موقع وزير الفلاحة والصيد البحري داخل الحزب، في الوقت الراهن وتزامنا مع الحملة الانتخابية، لاسيما وأن الرواج يتم في الصالونات السياسية لإمكانية تقلد أخنوش منصب رئيس الحكومة المقبلة، قطعها رئيس الحزب باليقين عندما نفا وجود علاقة رسمية أو إدارية تربط أخنوش ب"حزب الحمامة". وقال مزوار، في تصريح مقتضب لهسبريس، إن "أخنوش لا ينتمي حاليا بأي شكل من الأشكال إلى حزب التجمع الوطني للأحرار .. ولم يعد ينتمي إلى التنظيم منذ مغادرته سنة 2011"، مستدركا: "لكن عزيز أخنوش لا يزال متعاطفا مع الحزب، ونحن نحترمه جدا".