لم يفوت الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، فرصة مهرجان نظمه حزبه بمدينة مراكش دون أن يوجه مدفعيته صوب كل الأطراف، خاصة خصومه السياسيين و"رجال السلطة الداعمين لهم"، حسب تعبيره. وخاطب بنكيران من غصت بهم، اليوم الخميس، القاعة المغطاة للمركب الرياضي الزرقطوني بمقاطعة المنارة، التابعة لمدينة مراكش، بنبرة مليئة بالتحدي والتهكم ممن خصومه، قائلا: "قدم لي مجموعة من البلداء بمناوراتهم المتعددة خدمة لا توصف، وحين أراد الله فضحهم نظموا مسيرة متخلى عنها"، معتبرا الواقعة "علامة خارقة وليست حدثا عابرا"، حسب تعبيره. من وصفهم الأمين العام ل"المصباح" ب"الفاسدين" "يعتمدون كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، مثل الخداع والمناورة والإشاعة، وتوظيف بعض وسائل الإعلام والمال الحرام، لنسف عمل الحكومة وتشويه صورة العدالة والتنمية، دون أن يحققوا ذلك؛ لأن الشعب أصبح يملك وعيا ناضجا بمن يريد مصلحته ومن يسعى إلى الركوب عليها"، حسب تعبيره. ولم يفوت المسؤول الأول عن "حزب المصباح" فرصة مهرجان مراكش دون أن يذكر بما أسماه "مناورات حميد شباط لإسقاط الحكومة"، مضيفا أن الأخير "خرج منها وظل متسكعا لمدة ثلاث سنوات"، على حد قوله، وموجها قذائفه صوب إلياس العماري، الذي "تهجم على إذاعة محمد السادس، وقدم نفسه لخدمة أجندة لوبي الفساد"، حسب تعبيره. "من باع صوته فقد أضاع مستقبله وذرتيه ووطنه وخان ملكه"، هكذا خاطب بنكيران الحضور الذي رفع شعار "الشعب يريد ولاية ثانية"، ل"يقصف" وكيل لائحة مدينة سلا رجال السلطة، داعيا الحاضرين من جهة إلى "التحرر من الخوف منهم"، مضيفا أنهم "يوجهون المواطنين للتصويت لكل الأحزاب باستثناء العدالة والتنمية"، ومن ناحية ثانية إلى "التصويت على الأفضل". وتابع بنكيران هجومه قائلا: "الرجال الأحرار لا يباعون ولا يخافون رجال السلطة"، مطالبا المواطنين بالمدينة الحمراء بأن "يقدموا درسا في الديمقراطية كما فعلوا في الانتخابات الجماعية لسنة 2015، التي بوأت حزب العدالة والتنمية رئاسة المجلس الجماعي وأربع مقاطعات، عبر الإقبال على صناديق الاقتراع، ولو تطلب الأمر الوقوف في صفوف طويلة، لحماية حقهم في بناء دولة الحق والإنصاف"، على حد قوله. وأورد الأمين العام ل"البيجيدي": "لن أعدكم في حالة تحمل المسؤولية بأن أقوم بحل كل مشاكلكم، ولكني سأبذل جهدي لتحسين حالة المغرب، من أجل أن يسود العدل"، مضيفا: "المغاربة لا يشكون من الفقر المادي وإنما من الظلم". واسترسل بنكيران بالحديث عن حماد القباج، "الذي اكتوى بظلم السلطة المحلية"، حسب تعبيره، مشددا على حبه لوطنه وملكه، كما نبه إلى أن "سلفيته العلمية المتنورة هي التي ستقف ضد تيار التطرف والتشدد". وأضاف أن "الأمانة العامة للمصباح من طلبت منه التقدم للانتخابات، لأن سيكون إضافة نوعية"، واعدا الشيخ السلفي حماد القباج ب"دخول البرلمان مستقبلا" يختم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية.