يعاني حوالي 17 ألف نسمة بجماعة سيد الزوين من الحرمان، بين فينة وأخرى، من الماء الصالح للشرب بعد أن يعمد المكتب الوطني القائم على تدبير هذه المادة الحيوية على قطع خدمة التزود بها. أحمد الإدريسي، فاعل جمعوي من المنطقة، قال إن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب قام، كسابق عهده ودون سابق إنذار مرة أخرى خلال الأسبوعين الأخيرين، بقطع خدمة التزود بها. الفاعل الجمعوي طالب، من خلال تصريح أدلى به لهسبريس، السلطات ومؤسسات الدولة بتزويد سكان جماعة سيد الزوين فورا بهذه المادة الحيوية، محملا المسؤولية لتلك السلطات والمؤسسات في حرمانهم من الماء والكهرباء. وشدد المصدر نفسه على أن المكتب الوطني السابق ذكره عمد، وفي تحدّ سافر للعقدة التي تربطه بزبنائه وإخلال تام بالتعاقد، بحرمانهم من التزود بالماء والكهرباء. وأشار الإدريسي إلى أن هذا التصرف يأتي بعد حوالي شهر على الاعتصام المفتوح الذي خاضه فاعل حقوقي؛ وهو ما دفع المكتب المشار إليه والسلطات المحلية إلى الالتزام بتوفير الخدمة دون انقطاع. وأورد المتحدث ذاته "إننا نتابع، كفاعلين جمعويين وحقوقيين، عن كثب تطورات المشكل"، داعيا الجهات المعنية إلى تزويد سكان جماعة سيد الزوين بالماء الصالح للشرب، خاصة أن تزامن انقطاع الماء عن المنازل خلال فترة العيد وارتفاع درجة الحرارة يجعل العيش في غياب هذه المادة الحيوية صعبا ومكلفا على المستوى الصحي. وطالب الإدريسي المكتب الوطني للماء والكهرباء بتحمل مسؤوليته في تسيير هذه الخدمة الاجتماعية والضرورية، مؤكدا إخلال هذه المؤسسة بأحد بنود التعاقد، معبرا عن استعداد المجتمع المدني والحقوقي خوض كافة الأشكال النضالية لرفع الضرر عن السكان وإلزام المكتب باحترام تعاقداته. من جهته، قال رشيد دكداك، رئيس المجلس الجماعي لسيدي الزوين: "تعبنا من الشكوى ومراسلة عدة جهات، خاصة المكتب الوطني المسؤول عن تدبير الماء بالإقليم". وأضاف رئيس المجلس الجماعي لسيدي الزوين، في تصريح لهسبريس، أن عيون الماء بجبال الأطلس الكبير، التي كانت تشكل مصدرا يزود الجماعة بالماء نفدت، خاصة بعد توسع قاعدة المستفيدين التي أصبحت تضم منطقة لوداية ومدينة تامنصورت. وأورد مسؤول الشأن المحلي ذاته أن المسألة أصبحت تتطلب دراسات بعيدة المدى لحل مشكل أصبح يؤرق السكان، خاصة خلال فصل الصيف. وتعليقا على ما يعانيه سكان جماعة سيدي الزوين من خصاص في هذه المادة الحيوية، أوضح السعيد البدوي، مسؤول إقليمي عن المكتب الوطني للماء والكهرباء، أن المنطقة تعيش اليوم مشكلا كبيرا في المصادر المائية، بعد نفاد ثقب كثيرة بواد نفيس، كانت تقدم أكثر من 420 لترا في الثانية. واستطرد المتحدث ذاته: "إن الوادي المذكور كان يزود مدينة مراكش ومنطقة سعادة أيضا بهذه المادة الحيوية. وبعد نضوب منافذه المائية، توقفنا عن تزويدهما بالماء؛ فقد خصصنا صهريج "لوداية" لتزويد هذه المنطقة ومحيطها (85 كيلومتر) لتستفيد من 40 لترا في الثانية، باعتبارها تضم السجن المدني كمؤسسة حساسة"، أما سيدي الزوين فتوجه إليها 20 لترا في الثانية". وأورد البدوي "أن مشكلة الماء ستزداد استفحالا بعد توسع الرقعة الجغرافية لوكالة الوداية، التي أصبحت تغطي كذلك مدينة تامنصورت؛ وهو ما جعلنا نواجه إكراها حقيقيا، خاصة خلال أيام الحر كتلك التي عاشها إقليمالحوز أخيرا"، مشيرا إلى أن ذلك "يدفعنا إلى أن نخطط للمستقبل". وتابع المسؤول ذاته أن المخطط المستقبلي يقوم على جلب الماء من سد المسيرة الذي يوجد على نهر أم الربيع؛ وهو ما سيمكننا من تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير الماء الشروب للمواطنين، على حد قول البدوي.