على بُعد أسابيع قليلة من الاستحقاقات الانتخابية التشريعية، نظّم المجلس الوطني لحقوق الإنسان دورة تكوينية لفائدة مُدرِّبي موظفي مكاتب الاقتراع حول كيفية التعامل مع الأشخاص في وضعية إعاقة خلال الانتخابات المقبلة. ويشمل التدريب، الذي أقيم بمقر المعهد الوطني للتكوين في مجال حقوق الإنسان بالرباط بشراكة مع المؤسسة الدولية للنُّظم الانتخابية، تكوينا حول الإطار القانوني المتعلق بحقوق الأشخاص ذوي إعاقة، مع تمكينهم من أن يرافقهم مساعد، وجعل مراكز التصويت سهلة الوصول لمستخدمي الكراسي المتحركة وتسهيل الولوج إلى الانتخابات مثل أوراق اقتراع مكبَّرة وبطريقة "برايل" وغيرها من العناصر المساعدة للناخبين ذوي الرؤية الضعيفة، بالإضافة إلى عرض قاموس استشاري للمصطلحات الانتخابية يضم بعض الإشارات. سامر الشهابي، مدير برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة الدولية للنظم الانتخابية، أفاد بأن الهيئة تعمل على تشجيع مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في المغرب، لافتا إلى أن الانتخابات الجماعية عام 2015 شهدت نقصا في توعية ومساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على الإدلاء بأصواتهم بسبب محدودية الولوجيات، داعيا إلى تمكينهم من الوصول لأقسام التصويت بطريقة سلسلة. وأفاد الشهابي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن الهدف من وراء التكوين يكمن في دعم الأشخاص ذوي إعاقة وفق القانون المغربي، خاصة أن المغرب يعد من البلدان الموقعة على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية؛ وهو ما يجعله ملتزما بإنشاء معايير واضحة لولوجية المواطنين ذوي الإعاقة خاصة منها المادة ال29 من حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. من جهته، أبرز يونس أجراي، مدير المعهد الوطني للتكوين في حقوق الإنسان، أنه عقب الخطوة التي أسهمت في تكوين 5000 من الملاحظين خلال الانتخابات تم التفكير في إيلاء فئة الأشخاص ذوي إعاقة الاهتمام اللازم عبر تكوينهم إلى جانب بعض الجمعيات، وتكوين مُكوِّنين سيقومون بتدريب رؤساء مكاتب الانتخاب يوم 7 أكتوبر لتحسيسهم بأهمية إدماج الأشخاص ذوي إعاقة ومساعدتهم على الإدلاء بأصواتهم. وأكد أجراي، ضمن حديث مع جريدة هسبريس، أن هذه الخطوة تتم لأول مرة في تاريخ المغرب، موضحا أن دورة سابقة همت الاشتغال رفقة جمعيات وأشخاص ذوي إعاقة لنسخ قاموس انتخابي بلغة الإشارة خاصة بالصم والبكم في إطار اجتهاد المعهد لإدماج ذوي الإعاقة، خاصة أن المغرب موقع على معاهدة إدماج في المجتمع والدستور يحث على هذه الخطوات. المدربة المعتمدة والأستاذة الجامعية التونسية ذرة تانفوس أوضحت أن الدورة التكوينية تهم تدريب مُدربي موظفي مكاتب الاقتراع، وتروم التَّحسيس والتمكين من الإجراءات حتى يتمكن رؤساء مكاتب التصويت من مساعدة ذوي الإعاقة من القيام بواجبهم وحقهم في الاقتراع، مع ضمان سرية العملية الانتخابية، اعتمادا على المعايير الدولية.