مباشرة بعد نشر شريط على موقع يوتوب يخصّ مغربية تشتكي تعرّضها للاغتصاب والتعذيب والإهانة والظلم على يد كفيلها بالمملكة العربية السعودية، أطلق نشطاء بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حملة تضامن كبيرة مع صاحبة الشريط، من خلال إنشاء صفحات عديدة للتعبير عن مساندتها والوقوف إلى جانبها. وطالب الواقفون وراء الصفحات الفيسبوكية والمتفاعلون معها بضرورة إنصاف لمياء معتمد، التي قالت في شريطها إنها تعرفت على مواطن سعودي عبر الأنترنيت من أجل الحصول على عقد عمل يعينها على كسب قوتها وإعالتها ابنتها الصغيرة، لتجد نفسها في دوّامة من المشاكل مع كفيلها الذي اضطرّت إلى الزواج به تحت التهديد، حسب تصريحها ضمن الشريط. وبعد تعرضها للتعذيب على يد زوجها، تضيف لمياء، لجأت إلى طرق مختلف الأبواب طلبًا للإنصاف، حيث رفعت دعوى قضائية ضد زوجها، ولجأت إلى السفارة المغربية بالمملكة العربية السعودية طلبا للمساندة، قبل أن تتقرّر إحالتها على السجن نتيجة عدم وجود كفيل لها، وعدم إمكانية توفير مأوى لها، مع تهديدها والضغط عليها من أجل التنازل على جميع الدعاوى القضائية، حسب روايتها للوقائع. وجاء في الشريط أن لمياء قضت 14 شهرا في السجن، وأن إصرارها على متابعة المشتكى به تسبب في إحالتها لمدة 15 يوما على مستشفى الأمراض العقلية، مشيرة إلى أن نشر الشريط الذي يعرض وضعيتها سيتسبب لها في مشاكل أكبر مما تعانيه، ومؤكّدة أن السجن يضم عشرات المغربيات اللواتي يعشن وضعيات مشابهة. أما خالد معتمد، والد لمياء، فقد أشار إلى أن الوضعية التي تعيشها ابنته حالت دون تمكنها من بسط جميع حيثيات الملف ضمن الشريط المنشور؛ ومن ضمنها لجوء كفيلها إلى إنجاز عقد زواج مزوّر منذ البداية، ما تسبّب في سجنه لبعض الوقت، قبل أن ينجح في الخروج من السجن وتحويل عقد الزواج إلى رسمي. وأضاف المتحدث أنه يتوفر على كل الوثائق المفسّرة لتفاصيل ملف ابنته؛ ومن ضمنها الوثائق المزورة من لدن المشتكى به، مشيرا إلى أن ابنته أحيلت على مستشفى الأمراض العقلية، حتى يسهل على الأطراف الأخرى حل الملف، بالادعاء أن المشتكى بها مصابة بأمراض عقلية، في الوقت الذي رفضت فيه السفارة المغربية ترحيل المعنية بالأمر إلى بلادها. وأجمل خالد معتمد مطالب أسرته، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، في ضرورة إرجاع لمياء إلى المغرب وإنصافها، مشيرا إلى أن القضية لم تعد تهم ابنته فقط؛ بل صارت تفرض على الجهات المعنية تفقد أحوال عدد كبير من المغربيات اللواتي يعشن أوضاعا قريبة أو أشدّ تعقيدا من حالة ابنته، حسب تعبيره.