بصم حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، على ترافع قوي أثناء تقديمه برنامج حزبه الانتخابي، موجها انتقادات بالجملة للحكومة الحالية وحصيلتها، التي زادت حسبه تفاقم الأوضاع، معلنا التزامه بمراجعة ما وصفها ب"الكوارث" التي بصمت عليها خلال السنوات الخمس السابقة. شباط، الذي كان يقدم اليوم الخميس في الرباط البرنامج الانتخابي ل"حزب الميزان"، والذي جاء تحت شعار "تعاقد من أجل الكرامة"، قال: "ستتم مراجعة كل الكوارث الحكومية، ومنها رفع الدعم عن بعض المواد ضمن صندوق المقاصة، ما جعل الأسعار ترتفع"، مستغربا أن "مبررات الحكومة كانت هي استهداف الفئات الغنية". وأضاف شباط: "بعد تصدر حزب الاستقلال للانتخابات المقبلة، ستتم مراجعة الكوارث الحكومية، وخصوصا التقاعد"، واصفا الأخير ب"الكارثة التي تعتبر ظلما في حق الموظفين"، بعدما رفضت الحكومة الحالية جل التعديلات التي قدمها حزبه. "الحكومة الحالية أوقفت الحوار الاجتماعي بعدما مأسسه حزب الاستقلال، وجعله قائما على توسيع التشاور"، يقول شباط، مضيفا: "منذ تشكيل الحكومة الحالية لم يتم الجلوس مع المعارضة ولو في لقاء واحد"، مشددا على أن "الحكومة التي ترأسها الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، عباس الفاسي، شجعت الاستثمار، وخصوصا في النسيج وقطاع السيارات، لكن ستة آلاف شركة تغلق اليوم أبوابها سنويا، وآلاف العمال مشردون ومثقلون بالديون"، حسب تعبيره. وبعدما انتقد "توجه الحكومة الحالية إلى القضاء على مجانية التعليم والصحة"، أعلن شباط أن حزبه سيتصدر الانتخابات، وأن البرنامج الذي قدمه قابل للتنفيذ، مبرزا أن "حزب الاستقلال كان دائماً وفيا للأوراش التي يضعها". وحذر شباط في السياق ذاته من تعمق الأزمة الحالية للمغرب في حال استمرار الحكومة الحالية لولاية جديدة، موضحا أن "الحصيلة الحكومية تتحدث عن نفسها، ولم تقدم إضافة للمغرب، بالنظر إلى وضعية التعليم والصحة والفقر المتفاقم". الأمين العام ل"حزب الميزان" أعلن أن "حزب الاستقلال، الذي تحمل المسؤولية سنة 2007 بعد 81 سنة من النضال، استطاع تنفيذ 85 في المائة من برنامجه رغم أنه لم يتمم الولاية"، مؤكدا أن مبدأه "هو القول والفعل"، وزاد: "لم نتحدث يوما عن شيء اسمه دولة عميقة أو غيرها، لأن هذه هي الدولة المغربية التي دافعنا عنها منذ تأسيس الحزب". ونبه شباط في هذا الاتجاه إلى أن "من أراد الخروج على هذا الخط سيسيء إلى الوطن والشعب، لأن استقرار البلاد مبني على نظامه، وعلى فصل السلط"، موضحا أن "الإصلاحات السياسية والاجتماعية كانت في عهد حزب الاستقلال، الذي حافظ على مجانية التعليم والصحة". وجدد شباط التأكيد على أن "حزب الاستقلال وصل إلى تسعين سنة من حياته منذ التأسيس"، مشيرا إلى أن "الحزب لم يتأسس من أجل الحكومة أو التحكم، الذي لم يكن غاية الرواد الأوائل الذين ضحوا من أجل الوطن". وسجل شباط أن "مشاركة حزب الاستقلال في الحكومات كانت من أجل الوطن، وليس من أجل الكراسي"، مبرزا أن "الحزب الذي أعطى المغرب التعدد السياسي والنقابي هو حزب الاستقلال، بإخراجه لقانون الحريات العامة، ومساهمته في دستور 1962".