صدر بفاس كتاب جديد للباحث عبد الوهاب التازي سعود يحمل عنوان "شهادات على العصر"، عبارة عن شذرات تمتح من الذاكرة وما اختزنته من مواقف وحالات وأفكار عن المعيش واليومي وشؤون الحياة والفكر والثقافة بفاس. وتحدث عبد الوهاب التازي سعود في هذا المؤلف، الذي يقع في 211 صفحة من الحجم المتوسط، عن المسيد والدراسات الأولى في المدرسة المغربية ثم في جامع القرويين وما تبعها من دراسات حديثة في المدرسة الجديدة وثانوية مولاي إدريس إلى أن التحق بالتعليم العام الذي تدرج في أسلاكه الثلاثة، دون أن يهمل ما أحاط هذه الرحلة من بعض الحوادث وكذا عن بعض العادات في ذلك الوقت. وفي تقديم أولي تحدث المؤلف عن الثقافة والعولمة، مؤكدا أن الثقافة هي "النموذج الجماعي من العيش والنمط الذي يتجلى في مجموعة من المعتقدات والأساليب والقيم والرموز التي تكون الاختلافات بين الشعوب"؛ في حين أن العولمة "جاءت نتيجة للتطور العلمي والصناعي والتكنلوجي والفردي السريع، وتشكل ظاهرة التوحد الاقتصادي والثقافي والزيادة المتنامية في وتيرة التداخل والتعامل الضيق بين المجتمعات البشرية". ويقف الكتاب عبر عدة عدة فصول عند ما عاشه بالمدينة العتيقة لفاس وارتياده للمسيد، حيث يعكف الفقهاء على تحفيظ الصغار القرآن الكريم ثم مرحلة المسيد الثاني الذي هو النموذج الوسط بين المسيد القديم والمدرسة الجديدة التي جاء بها الاستعمار، قبل الانتقال إلى جامع القرويين مع تضمينه لمشاهداته وما علق بالذاكرة عن بعض العادات والتقاليد وكذا بعض الفضاءات كحي الملاح ثم فاس القرويين والأندلس، معرجا على المدرسة الحديثة وتعليم الفتيات ليقف عند الجامعة المغربية والدراسات الأكاديمية والطلبة وغيرها . وقسم المؤلف كتابه إلى فصول خصصها للحديث عن سنواته الأولى في التحصيل، مسترسلا في الحديث عن مشاهداته وما عاشه في مدينة فاس وجامعة القرويين ودورها التاريخي والمدينة الجديدةبفاس والحياة الثقافية والصراع الاجتماعي والأسر العالمة والطبخ الفاسي، لينتقل إلى مناهج التكوين والثقافة والهوية الوطنية والأسر الشريفة بفاس وغيرها من القضايا التي شغلت باله طوال مسيرته كتلميذ ثم أستاذ فباحث جامعي وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية . وقال عبد الوهاب التازي سعود في تقديمه لهذا الكتاب إنه عبارة عن "كتابات تتعلق بشؤون الحياة لم نرد بها أن تكون مذكرات جامعة مستفيضة، وإنما أشرنا فيها بإيجاز ربما يكون مخلا في بعض الأحيان إلى مواقف وحالات وأفكار مختصرة مجملة". وأضاف أنه لم يهمل ما أحاط أحاديثه عن المسيد والدراسات الأولى في المدرسة المغربية ثم في جامع القرويين، وما تبعها من دراسات حديثة من الحوادث التي أشار إلى بعضها لأهميتها كالتعليم الثانوي للفتيات وبعض العادات في التفكير والحياة. يشار إلى أن عبد الوهاب التازي سعود الذي ازداد بمدينة فاس سنة 1933، تلقى تعليمه الأولي بجامعة القرويين ثم ثانوية مولاي إدريس وجامعة محمد الخامس بالرباط وتقلد عدة مهام في أسلاك التعليم وبعض المؤسسات الجامعية العليا، ليشغل منصب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ثم عميدا لجامعة القرويين كما قام بمهمة أستاذ زائر بالعديد من الجامعات. ولعبد الوهاب التازي سعود الذي شغل في وقت سابق منصب الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية العديد من المؤلفات والكتب التي تتناول جملة من المواضيع الثقافية والفكرية والأكاديمية.