تعتبر شيكاغو ثالث أكبر مدن الولاياتالمتحدةالأمريكية من حيث عدد السكان، خلف كل من نيويورك ولوس أنجلس، وتم تأسيسها سنة 1770، وحصلت بشكل رسمي على صفة مدينة سنة 1837؛ كما تعتبر قطبا اقتصاديا وماليا مهما بالولاياتالمتحدة، إذ تتخذ منها مجموعة من المؤسسات والشركات الدولية مقرا رسميا لها. جمال مدينة شيكاغو يكمن في هندسة ناطحات السحاب التي تنتصب وسطها.. وأنت تسير في شوارعها، قد تصادف في طريقك جميع أجناس البشر، إلا أن الأمريكيين السود ينتشرون فيها بشكل ملحوظ، أكثر من أي مدينة أمريكية كبيرة أخرى. وبتواز مع التطور الكبير الذي تشهده شيكاغو في مجالات الاقتصاد، والمال، والبحث العلمي...تنمو أيضا وبشكل خطير ظواهر اجتماعية غير صحية، على رأسها "الجريمة باستعمال السلاح"؛ إذ يموت في المدينة حوالي 500 شخص سنويا رميا بالرصاص. نهاية الأسبوع الأخير تزامنت مع احتفالات الأمريكيين بعيد الشغل، فيما لعلع الرصاص بمدينة شيكاغو 65 مرة، فسقط 13 شخصا، حسب ما أوردت صحف محلية، ليرتفع معدل الجريمة قتلا بالرصاص سنة 2016 إلى ما فوق معدل المدينة المحدد في 500 قتيل في السنة. ومن بين حالات القتل التي شهدتها مدينة شيكاغو نهاية الأسبوع الماضي، سيدة حامل في شهرها التاسع تمت تصفيتها في العمارة نفسها التي شهدت قتل مواطن قبل عشرين ساعة فقط؛ كما قتل رجل كنيسة متقاعد، بطلقة في الرأس، قرب مسكن خاص بالعجزة. وفي نهاية الأسبوع ما قبل الماضي، عرفت مدينة شيكاغو حالة قتل تناقلتها جل وسائل الإعلام الأمريكية، ذهبت ضحيتها المواطنة نيكيلا ألدريدج، وهي قريبة لنجم كرة السلة الأمريكية دواين وايد. وببلوغ رقم القتلى 512 مع بداية شهر شتنبر لهاته السنة، تكون النسبة 2.06 قتلى كل يوم بشيكاغو. إدي جونسون، المسؤول الكبير في إدارة الشرطة بشيكاغو، علق على الوضع القائم بأنه لا يحدث نتيجة تقصير الشرطة في مزاولة عملها، وإنما نتيجة تراكم مشاكل عدة، وقال في تصريح لوسائل الإعلام: "إنهم أناس بدون أمل...أولئك الذين يقترفون هاته الجرائم"، وأضاف في معرض حديثه: "المشكلة ليست في تقصير الشرطة في أداء واجبها، بل المسألة تتعلق بإشكالية داخل المجتمع، فالشرطة تقوم بعملها على أحسن وجه، وقد تم حجز أكثر من 6000 قطعة سلاح منذ بداية السنة...". ورغم تطمينات الشرطة إلا أن المحللين ينتظرون عودة الأرقام التي تشهدها شيكاغو في منتصف تسعينيات القرن الماضي، إذ كانت تشهد المدينة مقتل حوالي 900 شخص في السنة، ومع حلول القرن الواحد والعشرين بدأت هاته الأرقام في الانخفاض تدريجيا، لتنزل خلال السنوات الأخيرة تحت عتبة 500 قتيل في السنة. وكالة أنباء بمحافظة كيبيك تدعى QMI أجرت مؤخرا دراسة تفيد بوفاة 11 شخصا في المنطقة التي تخضع لمراقبة شرطة مونتريال؛ وذلك منذ بداية سنة 2016، لتسجل بذلك المدينة الكندية واحدا من أقل الأرقام خلال السنوات الأخيرة، حيث ينخفض معدل الجريمة سنة بعد أخرى، بعدما قتل 30 شخصا سنة 2015. وحسب المقاربة نفسها التي أجرتها وكالة الأنباء QMI، فإن المعطيات المتوفرة لدى شرطة تورونتو تفيد بأن 48 شخصا لقوا حتفهم بالمدينة منذ بداية سنة 2016، من بينهم 27 شخصا قتلوا رميا بالرصاص. والملاحظ أن الأرقام في تورونتو رغم ضعفها مقارنة بشيكاغو، إلا أنها أخذت منحى تصاعديا في السنوات الأخيرة، إذ تم تسجيل 35 عملية قتل سنة 2015، و29 سنة 2014.