انطلقت عملية بيع أضاحي العيد، صباح اليوم، بالسوق الأسبوعي لمدينة خريبكة، على وقع زيادة ملحوظة في الأثمنة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، خاصة في صنف الأغنام والماعز، ما جعل الرواج التجاري في سوق الأضاحي متّسما بالضعف منذ الساعات الأولى من انطلاق عملية البيع والشراء. وعملت السلطات الأمنية والمصالح الجماعية على إغلاق شارع بني عمير في وجه حركة المرور، خاصة المقطع الرابط بين إعدادية مولاي رشيد والطريق الوطنية رقم 11، مرورا بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، من أجل تحويل المكان إلى "رحبة" مؤقّتة لبيع الأضاحي، سيرا على إجراءات السنوات الماضية. وفي جولة لهسبريس بسوق الأضاحي بمدينة خريبكة، لوحظ عدد قليل من المواطنين الذين تمكنوا من شراء أضحية العيد، بما يتناسب وميزانياتهم المخصصة لتلك المناسبة السنوية، في حين خرج آخرون من "الرحبة"، دون أن يعثروا على خروف ينال رضاهم ورضا أطفالهم، من جهة، ويوافق المبلغ المراد صرفه في شراء الأضحية، من جهة ثانية. وتراوح سعر الأكباش متوسطة الحجم بين 3500 و4500 درهم، وهي الأحجام التي توفرت بكثرة، صباح اليوم، في حين عرفت الأغنام الفائق ثمنها 4600 درهم كسادا تجاريا، حيث يكتفي قاصدو السوق بالاستفسار عن سعرها والتعبير عن الاستغراب من حجم الغلاء الذي طبع أول يوم من الفترة المخصصة لتجارة أضاحي العيد. وأجمع عدد من المواطنين الذين تواصلت هسبريس معهم على أن أثمنة الأضاحي المعروضة للبيع، في أول يوم من أيام تجارة الأضاحي بسوق مدينة خريبكة، مرتفعة بشكل واضح؛ حيث بلغ الفرق بين السنتين الماضية والجارية حوالي 400 درهم في الخرفان صغيرة الحجم والسن، و600 درهم بالنسبة للمتوسطة، والكبيرة 1000 درهم. أحد المواطنين اشترى كبشا ب 4250 درهما أشار إلى أن الأثمنة مرتفعة بشكل واضح لا نقاش فيه، غير أن اضطراره إلى شراء الأضحية، قبل أسبوع من العيد، راجع إلى تخوّفه من ارتفاع الأثمنة أكثر مع مرور الأيام، من جهة، ورغبته، من جهة ثانية، في استغلال فرصة ارتفاع العرض ووفرة المواشي من أجل اختيار أنسبها لميزانيته، وأكثرها إرضاء لأسرته الصغيرة. وعزا البعض الزيادة الملحوظة في ثمن الأضاحي إلى ما يُسمون ب"الشنّاقة"، متّهمين إياهم باستغلال السنة الجارية المتّسمة بقلة التساقطات وقلة الكلأ، ورغبة الفلاحين في التخلص من المواشي بأقل الأضرار المادية الممكنة، ليعمل أولئك "السّماسرة" على رفع ثمن الأضاحي إلى مستويات عالية لا تتناسب مع القدرة الشرائية لفئات مجتمعية واسعة. في المقابل، أفاد الفلاح محمد الختير بأن غلاء الأضاحي كان متوقعا خلال السنة الجارية، نتيجة قلة التساقطات التي عرفها فصل الشتاء الماضي؛ حيث اضطر الفلاحون إلى شراء الأعلاف وتقديمها للخرفان منذ ولادتها، في الوقت الذي كان مربّو المواشي يستعينون بالمراعي خلال السنوات المطيرة، مع اللجوء إلى الأعلاف فقط في الأسابيع القليلة التي تسبق عيد الأضحى. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن ارتفاع ثمن الأعلاف لم يمنع الفلاحين من شرائها، ما تسبّب في ارتفاع قيمة الأضاحي بشكل ملحوظ ومبرّر، مستدركا أن تقديم تلك الأعلاف للمواشي، طيلة السنة الجارية، جعلها ذات جودة عالية، دون الحديث عن حالات الغش التي لا تكاد تفارق الأسواق خلال الفترات المماثلة من كل سنة.