أيّام قليلة تفصل المغاربة عن عيد الأضحى، لذا يتوجّه العديد منهم إلى مختلف الأسواق من أجل اقتناء أضحية العيد كما تفرض الشريعة الإسلامية. وككُلّ عام، يتوجّه بعض ساكنة العاصمة الرباط إلى حيّ النهضة حيث يوجد سوق الخرفان؛ إلاّ أنّ غلاء الأكباش هذه السنة أفسد فرحة الكثير من المواطنين، إذ عبّرت فئة عريضة منهم عن عدم مقدرتها على الوفاء بالتكلفة المرتفعة ﻷضحية في حجم مناسب. وتتراوح أسعار الأضاحي بين 1780 درهما بالنسبة إلى كبش من الحجم المتوسط، وما يفوق 3000 درهم في أغلب الأحيان بالنسبة إلى كبش من الحجم الكبير، وفقا لما عاينته جريدة هسبريس الالكترونية في جولة قامت بها، يوم الخميس، بسوق الأكباش بسوق حيّ النهضة. "المواطن الضعيف يعاني كثيرا بهذا البلد. فالأثمنة جدّ مرتفعة، ولا قدرة لنا على شراء أضحية العيد"، هكذا عبّر محمّد، الذي يُعيل أسرة مكوّنة من ثلاثة أفراد، عن استيائه الكبير من الأسعار المرتفعة للأكباش خلال هذه السنة. ما قاله محمّد يتطابق إلى حدّ كبير مع مختلف التصريحات التي استقتها هسبريس من المواطنين المغاربة، الذين عبّروا عن أملهم في أن تعرف أسعار الأضاحي فيما تبقى من أيّام قبل العيد انخفاضا ملموسا لتتمكن الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود من اقتناء الأضحية. في المُقابل، أكّد مُعظم "الكسّابة"، في تصريحات متطابقة، أنّ "الأسعار مناسبة بالنّظر إلى مجموعة من العوامل؛ يأتي على رأسها ضُعف التساقطات المطرية التي أدّت إلى ارتفاع أسعار العلف"، مشيرين إلى أنّ "هناك ضعفا كبيرا في الإقبال على شراء الأكباش مقارنة بالسنة الماضية، بالرغم من تبقِّي أيّام معدودات على يوم العيد". ويشتكي العديد من باعة الأكباش بسوق حي النهضة من أسعار "الصّنك" المسعورة، وهو المبلغ المالي الذي يدفعونه للجباة من أجل عرض سلعهم، مقرّين بأنه "أحد الأسباب الرّئيسية في ارتفاع الأثمان". واتهم الباعة، في تصريحات متطابقة لهسبريس، "جماعة الرباط بإلزامهم بأداء 50 درهما يوميّا مُقابل إدخال الكبش الواحد إلى باحة البيع والشراء"، مشيرين إلى أنّ مثل هذه المعاملة "تُفاقم معاناة الباعة والمشترين معا، وتزيد من ارتفاع أسعار الأكباش".