يعدّ حيّ النهضة الرباطي واحدة من الوجهات التي يقصدها ساكنة العاصمة، وجوارها، من أجل اقتناء أضاحي العيد، كلّ عام.. وقد اعتاد "الكسَّابَة" و"السبَايبيَّة" على توجيه وفرة منتوج الخرفان صوب سوق ذات الحيّ مع اقتراب ال10 ذي الحجّة لكلّ سنة. ويحرص الباعَة على تصدير خيرة الأكباش للقطعان التي ينقلونها نحو "النهضة" من أجل البيع، بينما لا يدّخل المتبضّعون مجهوداتهم وهم يتفحّصون غالبيّة الخرفان بحثا عن "الأضحيّة المنشودة".. هكذا هو "سُوق الْحَوْلِي" الذي زارته هسبريس. موفّرو العرض يشتكون قلّة الطلب بالرغم من تبقِّي أيّام معدودات على يوم النحر، معتبرين، ضمن تصريحات متطابقة استقيت من عشرات الباعة، أنّ "خفض الأثمان لم يفلح في منافسه العرض الذي تقدّمه المزارع العاملة على بيع الخرفان بتسعيرة تهمّ كل كيلوغرام من الأضحيّة". وشدّد "الكسَّابَة"، على الخصوص، بأنّ ثمن الأكباش التي نقلوها نحو "حي النهضة" بالرباط يبقَى "منَاسباً للبائع والمشترِي".. "المربُّون لا يودّون سِوَى استردَاد ما صرفوه في تغذيَة الغنم، مع الاكتفاء بربح يسير.. وهذا ينعكس على الثمن بإبقائه في متناول الجميع" يقول أحد الباعَة لهسبريس. عَارضُون آخرُون يتوقعون ارتفاع الوفود على "سوق الحَولِي" قبل يوم أو اثنين من عيد الأضحَى، ممنّين النفس بتخطَّي ما يعتبرونه "كسَاداً" طالهم بشكل "غير مسبوق".. فيما آخرون يعتبرون أن بدايَة شهر أكتوبر، وما يواكبه من صرف لأجور عدد كبير من المشتغلين في القطاع الخاصّ، سيعمل على رفع الإقبال على منتوجاتهم. أحد الباحثين عن "خروف العيد" قال لهسبريس إنّ العرض الذي يعرفه "سوق النهضة" يبقَى منَاسبا لكل الفئات الاجتماعيَّة، وأردف، في ذات الوقت الذي كان يتفحّص أحد الأكباش الموضوع على ظهر سيارة نقل، "اقتناء أضحيَّة جيّدة يتطلب التوفر على 2000 درهم فمَا فَوق، أمّا الخرفَان، من وْلاَدْ العَام، فهي موجودة بما دون ذلك وحتَّى ال1200 من الدراهم.. وتبقَى القدرات الماليَّة لقاصدي السوق هي الفيصل في الاختيار". جدير بالذكر أنّ عددا من الباعَة قد أبدُوا لهسبريس استياءهم من "ارتفاع سعر الصَّنْك"، وهو المبلغ المالي الذي يدفعونه للجباة من أجل عرض سلعهم، باعتباره "يساهم في رفع الأثمان فوق ما كان مرادا من لدن مستقدمي خرفانهم وأكباشهم صوب باحة البيع والشراء".. مطالبين بمراعَاة قدرَات المواطنين وتخصيص "معاملة استثنائيّة" تساهم في تخفيض الأثمان نسبيا بمناسبَة مقدم عيد الأضحَى.