ناشط سلفي مثير للجدل، أصولي وداعية محافظ بدرجة عالية، ينبذ العنف ويحارب تنظيم "داعش"، هكذا تواصل التقارير الإعلامية رصد شخصية الداعية الإسلامي حماد القباج الذي خلق حزب العدالة والتنمية المفاجأة بترشيحه في الانتخابات التشريعية القادمة وكيلا للائحة في دائرة "جليز المنارة" بمراكش. وخصصت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا استعرضت فيه مسار القباج (39 سنة) محاوِلة رصد خلفيات ترشيحه من طرف حزب العدالة والتنمية؛ حيث وصفته بالمرشح السلفي المثير للجدل، مضيفة أن إعلان "إخوان بنكيران" عن ترشيحه جاء "أياما بعد الفضيحة الجنسية التي هزت حركة التوحيد والإصلاح وتورُّط قياديين إسلاميين اثنين داخلها"، فيما قالت إن المعني يعدّ "داعية محافظا بدرجة عالية". وتابع المصدر ذاته بأنه في 26 غشت المنصرم، فوجئ المغاربة بترشيح الشيخ السلفي حماد القباج على رأس لائحة العدالة والتنمية بمراكش "المدينة التي تمثل قاعدة صلبة للسياحة في المغرب"، مشيرة إلى أن الحزب الإسلامي يريد "فرض مرشحين يزرعون الرعب في نفوس المغاربة ممن يرفضون أن تعارض أفكارهم، قد تصل إلى درجة التكفير"، تضيف المجلة مستندة إلى بلاغ لجمعية "ما تقيش ولدي". وكانت المنظمة قد عبّرت عن استنكارها منح حزب العدالة والتنمية التزكية للشيخ السلفي حماد القباج، وترشحيه على رأس لائحة "المصباح" في دائرة جليز بمدينة مراكش، مستغربة مما وصفته "ترشح داعية تكفيري لانتخابات السابع من أكتوبر، يعدّ من أتباع المغراوي المشجع على زواج القاصرات". "جون أفريك" أوردت في تقريرها عن القباج أنه قيادي سابق في تنسيقية جمعيات دور القرآن بالمغرب، وأنه يحمل رؤية جد محافظة تجاه المجتمع المغربي، مبرزة أنه لازم في وقت سابق القيادي السلفي البارز محمد المغراوي الذي أثار الضجة بفتوى تجيز تزويج القاصرات ممن يبلغن 9 سنوات. وقال التقرير إن القباج، مثل عدد من الدعاة المغاربة، ينشر تدوينات توضح وجهة نظره حول الأحداث اليومية، وأن له صفحة ب"فيسبوك" تضم أكثر من 31 ألف معجب، مضيفا أنه في 25 غشت الماضي، كتب تدوينة يساند من خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقول: "العز والنصر ..أعز شعائر الله فأعزه الله وأكرم شعبه فأكرمه الله"، أما عن قضية قياديي حركة التوحيد والإصلاح فقد ناصر القباج فاطمة النجار في الفضيحة التي جمعتها بعمر بنحماد بقصة عائشة زوجة الرسول ﷺ، وكتب تدوينة ومقالين مطولين باللغتين العربية والفرنسية. ومن وجهة نظر المجلة، فإن القباج ساند بقوة إسلاميي "العدالة والتنمية" في الانتخابات الجماعية لعام 2015، "إلى درجة دعوة الناخبين في مدينة مراكش إلى التصويت لمرشحي العدالة والتنمية وقوله بأن أي صوت انتخابي هو واجب شرعي في الإسلام"، موردة تصريحا لعضو في الحزب بأن "القباج ليس سلفيا وهابيا، هو يعتبر نفسه تلميذا لمحمد بلعربي العلوي، أبرز قادة الحركة الوطنية في المغرب". وتساءلت المجلة حول اختيار سلفي على رأس لائحة الحزب الإسلامي في دائرة حساسة مثل "جليز" بمراكش، وهو الترشيح الذي جاء مباشرة بعد "فضيحة بنحماد والنجار"، وقالت: "هل يريد العدالة والتنمية بهذا الترشيح الانتصار لبنحماد والنجار ورد الاعتبار للغاضبين وسط قواعد الحركة والحزب تجاه هذه الفضيحة؟"، موردة تصريحا لعضو في "العدالة والتنمية" يقول فيه: "لا يجب أن نضخم الموضوع. القباج له أتباع كثر في مراكش، وعوض الهجوم عليه يجب تشجيعه على التأطير السياسي للساكنة حتى لا تزيغ عن الطريق".