إن عملية نحر الملك لأضحية العيد تحمل رمزية خاصة تتحدد في إعادة إنتاج أسطورة افتداء النبي إسماعيل (بكبش منزل)، وفي الوقت نفسه رمزية توزيع الكرم السلطاني على مختلف شرائح الأمة. 1 الأضحية كرمز للافتداء تحتل تجربة نحر الأضحية مكانة رئيسية في ممارسة المقدس داخل الحياة الاجتماعية بالمغرب؛ بحيث إن الأضحية تعتبر طقسا متداولا في حياة المغربي في كل أطوار حياته منذ ولادته إلى مماته. فإعلان الخطوبة أو الزواج، أو مناسبات تسمية المواليد (السابع)، أو الاستقرار بسكن جديد، عادة ما يتم من خلال نحر الأضحية وإراقة الدم. كما أن افتتاح المواسم والقيام بزيارات للأولياء والصلحاء عادة ما يرافق بتقديم أضاحي. غير أن الاحتفال بعيد الأضحى من خلال نحر الملك لأضحية العيد بباحة مسجد أهل فاس كل سنة بعد الانتهاء من مراسيم صلاة العيد يكتسي طابعا خاصا، نظرا لأنه يعيد إنتاج الأسطورة الدينية التي تقوم على محاولة ذبح النبي ابراهيم ابنه النبي إسماعيل.(2) من هنا فإن عملية نحر أضحية العيد من طرف الملك لا ترمز فقط لهذا الواقع الأسطوري التاريخي، بل تتخذ دلالة سياسية في الإحالة على دور الأبوية السياسية؛ حيث يتقمص الملك دور الأب الراعي المسؤول عن عائلته ورعيته الذي يقوم بالنيابة عنها في نحر الأضحية. ولعل هذا ما دفع بالملك الراحل الحسن الثاني في بعض سنوات الجفاف إلى منع نحر الأضاحي (3). لذا يكتسي نحر الأضحية من طرف الملك طابعا رمزيا عميقا، يتمثل في أن الأضحية تصبح عبارة عن كبش فداء تلصق به جميع المثالب والنقائص التي ارتكبت بشكل جماعي؛ حيث تختزن الأضحية عموما كل الأخطاء الجماعية(4)، بما فيها أخطاء الملك التي لا ينبغي محاسبته عليها لا دستوريا (5) ولا سياسيا. فيكون دم الأضحية بمثابة محو لكل ما اقترن من أخطاء جماعية، الشيء الذي يفضي إلى تنقية الجو الاجتماعي من خلال عملية التحويل النفسي الجماعي التي تتم من خلال عملية النحر الجماعي للأضاحي في يوم محدد وذلك بمباركة السلطة السياسية وممارستها لطقوس ذبح الأضحية. وبالتالي فإن الأضحية وذبحها من طرف الملك رسميا يتخذ هذا البعد الرمزي، فتكون السلطة في مقام المضيف الذي يكرم ضيفه من خلال عملية ذبح الأضحية، مما يجعل عموم أفراد الأمة في وضعية المضيف الذي يحس بنوع من الفضل تجاه مضيفه، ويضفي على المضيف نوعا من الحرمة(6). بالإضافة إلى هذا، فإن الأضحية وذبحها بشكل رسمي يضفيان على شخص الملك قوة ودعما جديدا من خلال عملية الاتصال بالأضحية التي تختزن قوة وبأسا، هذه القوة التي تنتقل من الضحية إلى المضحي(7). كما أن العملية نفسها تساهم في إضفاء قدسية متزايدة على المضحي؛ بحيث إن الأضحية وذبحها يعتبران عملية اتصال روحاني بالمقدس، الشيء الذي ينعكس بدوره على المضحي الذي يقتبس من خلال هذه العملية جزءا من المقدس. وفي الوقت نفسه، فإن عملية النحر تشكل رمزا تتم من خلاله عملية تجدد المجتمع(8)، وإعطائه دفعة جديدة من الحيوية والديناميكية، فعملية النحر تعتبر إعادة خلق جديد على المستوى الرمزي السياسي. 2- الأضحية كرمز للكرم السلطاني إن قيام شخص الملك بصفته أميرا للمؤمنين بتدشين عملية النحر الجماعي صباح يوم العيد لا يرمز فقط إلى عملية تنقية الجو الاجتماعي والسياسي، بل يفضي أيضا إلى عملية تماهٍ جماعي ما بين الأفراد والسلطة السياسية. فهذه الأخيرة بقيامها بعملية تدشين عملية النحر تدشن على المستوى الرمزي بالطبع، والديناميكية السياسية تتحرك في أغلب الأحيان بالرموز عملية تماهيها مع أفراد المجتمع السياسي ككل، ويتحقق ذلك من خلال كون عملية نحر الملك لأضحية العيد على مرأى الملايين من المغاربة هو نوع من الكرم السياسي؛ إذ دائما ما تلتصق الأضحية بالكرم(9). والأمر لا يقتصر فقط على الجانب الرمزي، بل قد جرت العادة أنه بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى كان الملك الراحل الحسن الثاني يبعث قبيل العيد بأكباش من ضيعاته الفلاحية إلى مختلف أعضاء الطبقة السياسية من وزراء وولاة وعمال وغيرهم (10). فإكرام الضيف والاحتفاء به يعني بالأساس ذبح أضحية وتقديمها له، بما يرافق الكرم في هذا الإطار من انعكاسات اجتماعية معينة؛ إذ إن عملية الكرم تخلق علاقة غير متكافئة ما بين الضيف ومضيفه، فالضيف يحس دائما بنوع من الامتنان وبأنه مدين لمضيفه. كما أن عملية الكرم هذه التي تتم في إطار رمزي سياسي عام تفضي إلى نشر نوع من الانسجام ما بين السلطة السياسية ومواطنيها إن لم نقل نوعا من التماهي؛ ذلك أن "الدم والملح يعتبران عند العرب رمزا للتآلف والتحاب"(11)، وبالتالي عندما تتم عملية الكرم هذه من خلال ذبح الأضحية وتقديمها، فإن ذلك يخلق جوا من الانسجام ما بين مختلف عناصر النظام الاجتماعي ويبعد مؤقتا كل أسباب التنافر والتباعد، خصوصا وأن العملية تتم في إطار طقوس دينية يوظف فيها المقدس، مما يضفي على العلاقات الاجتماعية السياسية العامة بعدا أكثر متانة وقوة(12). لكن إلى جانب هذه الأبعاد الرمزية، يعتبر الكرم من بين الخصال التي كان السلاطين المغاربة يحرصون على التمتع بها أو على الأقل إظهارها لكسب قلوب الرعية واستقطاب الأتباع. فالسخاء والجود والكرم من مظاهر "الدار الكبيرة" ومن الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها السلطان وأن يعمل على إظهارها وتكريسها(13). وبالتالي، فقد حرص السلاطين على القيام شخصيا بذبح أضحية العيد، وإحاطة طقس نحر الأضحية بمراسيم خاصة يتم اتباعها بشكل مضبوط ودقيق. وبهذا الصدد كتب العلمي ما يلي: "بعدما ينتهي الخطيب من إلقاء خطبة يوم العيد، يخرج السلطان ليعيد بيده عملية النحر التي قام بها النبي ابراهيم، حيث يجد لدى خروجه عبيد حنطة الجزارين بلباسهم التقليدي مصطفين، يتقدمهم رئيسهم حاملا سكينا ومنديلا أبيض. وبعدما يقوم الملك بنحر كبش العيد، يتم حمل هذا الأخير على ظهر أحد الخيول، والآن على متن سيارة جيب عسكرية التي تنطلق وسط صفارات الإنذار صوب القصر الملكي. أما السلطان، فيعود راكبا وفق المراسيم التي خرج منها من القصر، متوجها نحو الوفود التي جاءت لتقديم التهاني، حيث يقوم قايد المشور بتقديم كل وفد على حدة بالعبارات المخزنية المتداولة، ليقوم أعضاء الوفد بتقديم فروض الطاعة والولاء، فيرد قايد المشور باسم السلطان على التهاني. وبعدما تنتهي الوفود من تقديم تهانيها، يعود السلطان إلى القصر، حيث يجد بمدخله الوزراء، والكتاب، بالإضافة إلى بعض أعضاء العائلة الملكية مصطفين لتحيته تحت أنغام موسيقى حرس القصر. وبعدما يدخل السلطان إلى القصر، يرجع قايد المشور إلى العمال والقياد ليبلغهم السلام باسم السلطان ويودعهم. وداخل القصر يتقبل الملك تهاني أفراد العائلة الملكية بمناسبة عيد الأضحى. وخلال مراسيم هذا الاستقبال، عادة ما يتم تقديم أطباق من الحليب والتمر إلى الوزراء، ورؤساء الجيش، وباقي الشخصيات السامية التي تكون ضمن صفوف المدعوين، لتنتهي مراسيم الاحتفال بهذا العيد"(14). وقد قد بقيت طقوس نحر الملك لأضحية العيد مستمرة بعد الاستقلال، بل تم تكريسها من خلال وسائل الاتصال الحديثة؛ حيث عادة ما يتم نقل مراسيم هذا الحفل على امواج الإذاعة وشاشة التلفزة صباح كل عيد أضحى وفق الطقوس المخزنية التي لم تتغير كثيرا عما كانت عليه في السابق، وتتمثل في خروج الملك راكبا لأداء صلاة العيد، ثم نحر الأضحية بعد استقبال أعضاء البعثة الدبلوماسية الإسلامية، للرجوع إلى القصر لتقبل تهاني العيد من طرف بعض أفراد العائلة الملكية ومكونات النخبة السياسية. وهكذا وصفت وكالة أنباء المغرب العربي ترؤس الملك محمد السادس لمراسيم عيد الأضحى بتاريخ 16 أكتوبر 2013 في مقال صحافي معزز ببعض الصور من خلال ما يلي: "أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي إسماعيل وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، اليوم الأربعاء، صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد أهل فاس بالمشور السعيد بالرباط، كما تقبل جلالة الملك التهاني بهذه المناسبة. وقد غصت جنبات الطريق، التي مر منها الموكب الملكي، بحشود المواطنين والمواطنات الذين جاؤوا ليشاركوا أمير المؤمنين فرحة العيد، هاتفين بحياة جلالته ومباركين خطواته. ولدى وصول جلالة الملك إلى مسجد أهل فاس، استعرض جلالته تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية. وأكد الخطيب، في خطبة العيد، أن من أيام الله المباركة أيام عشر ذي الحجة التي هي أيام مشرقة تتزاحم فيها مواكب النور، وجعلها سبحانه وتعالى مواسم لصفاء الروح وسمو النفوس. وذكر الخطيب بقول الرسول الكريم إن أفضل أيام الدنيا أيام عشر ذي الحجة، في تاسعها يجتمع المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها في أكبر مؤتمر إسلامي على صعيد عرفات، يأتون من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات، مبرزا أنه في هذا المؤتمر تتجلى معاني الوحدة والاتحاد والتعاون والإخاء مما يقوي وحدة الأمة الإسلامية ويبوئها المكانة اللائقة بها لتكون خير أمة أخرجت للناس. وأضاف الخطيب أن من الأيام الجليلة عند الله التي يعتز بها المسلمون يوم عيد الأضحى الذي تظهر فيه قوة الإيمان وتتحقق فيه الحكمة من رؤية إبراهيم عليه السلام، وهو يهم بذبح ولده إسماعيل، مبرزا أن هذه الصورة المشرقة يستحضرها المسلمون وهم يقيمون شعيرة الأضحية التي تعتبر عبادة وقربة إلى الله تعالى، وأن هذا ما سيفعله أمير المؤمنين وسبط النبي الكريم صاحب الجلالة الملك محمد السادس حين يقوم بنحر أضحية العيد اقتداء بجده المصطفى عليه الصلاة والسلام. وأكد أن من روائع الهدي المحمدي في الأعياد طاعة الله وحمده وشكره على ما أولى وأنعم، وقد أنعم الله على بلدنا بالإسلام وبملوك أخيار كانوا حريصين على شأن الأمة دينا ودنيا، وأن هذا ما نراه اليوم من رائد الأمة وقائدها الملهم أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يواصل بحكمة وثبات إقامة الأوراش الكبرى والمشاريع العظمى وبتوجيهاته السديدة ليرقى بشعبه وأمته إلى التقدم والكمال في كل ميدان ومجال مما أكسبه رضى الله تعالى ومحبة شعبه الوفي. وفي الختام، ابتهل الخطيب إلى الله عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين ويسدد خطواته لما فيه خير شعبه الوفي، وبأن ينصره نصرا عزيزا يعز به الدين ويرفع به راية المسلمين، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع إلى العلي القدير بأن يتغمد بواسع رحمته ومغفرته الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويسكنهما فسيح جناته. وبعد أداء صلاة العيد، تقدم للسلام على صاحب الجلالة وتهنئته بالعيد السعيد رؤساء البعثات الدبلوماسية الإسلامية المعتمدون بالمغرب(15). إثر ذلك، قام صاحب الجلالة بنحر أضحية العيد اقتداء بسنة جده المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام، فيما قام إمام المسجد بنحر الأضحية الثانية. وفي ختام هذه المراسم، غادر أمير المؤمنين مسجد أهل فاس عائدا إلى القصر الملكي، في الوقت الذي كانت تدوي فيه طلقات المدفعية تعبيرا عن البهجة بحلول العيد المبارك. وبالقصر الملكي، تقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله، مرفوقا بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل. كما تقدم للسلام على جلالة الملك وتهنئته بالعيد السعيد رئيس الحكومة، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين، ومستشارو صاحب الجلالة، وأعضاء الهيئة الوزارية، والمندوبون السامون، ورؤساء المجالس الدستورية، ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، ومديرو الدواوين الملكية، وأصهار جلالة الملك، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والمدير العام للدراسات والمستندات، والمدير العام للأمن الوطني، والمدير العام لمراقبة التراب الوطني وعدة شخصيات مدنية وعسكرية". من خلال هذا النص، يتضح أن الاحتفال بعيد الأضحى والحرص على نقله على أمواج الإذاعة وشاشات التلفزة الرسمية، والتركيز خاصة على نحر الملك لأضحية العيد يكون الهدف منه ترسيخ مظاهر الكرم السلطاني برمزيته الأبوية والدينية والسياسية. فالملك من خلال هذه المراسيم يتحول إلى أب رمزي يقوم بتوزيع لحم الكبش المنحور على مختلف شرائح الأمة من خلال تدشين عملية النحر. وبعد هذه العملية يقوم كل الآباء وأولياء العائلات في كل أرجاء المملكة بنحر أضاحيهم، والتحلق حول شي لحومها، وإعداد موائد أكلها. وبالتالي، تتحول المملكة من خلال هذه المراسيم إلى احتفال جماعي يدشنه الملك وتتبعه مختلف مكونات النخبة ومختلف شرائح الأمة ليصبح الأمر رمزيا عبارة عن وليمة جماعية يقيمها الملك لأفراد أسرته الكبيرة والصغيرة (16)، حيث يتم خلالها شي أحشاء الأضاحي وأكل لحومها في مختلف ربوع المملكة (17). ولعل مما يرسخ هذا البعد الرمزي، مجموعة من الوقائع السياسية تمثلت بالخصوص في: - امتناع شرائح الشعب المغربي بالاحتفال بعيد الأضحى بعد نفي الملك محمد الخامس ضدا على إمامة السلطان بن عرفة لصلاة العيد ونحر الأضحية. - طلب الملك الراحل الحسن الثاني بالتبرع بجلود الأضاحي للجزائر بعد الزلزال الذي ضربها في الثمانينيات من القرن الماضي؛ حيث قامت السلطات المغربية بجمع هذه الجلود قصد بعثها إلى الجزائر (18). - اتخاذ مبادرات للعفو الملكي التي تشمل معتقلين سياسيين (19) أو معتقلي الحق العام. هوامش: 1- Chelhod J. Le sacrifice chez les Arabes – PUF 1ère édition 1955, p 18 2 - جاء في سورة الصافات ما يلي (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ). 3- كان الملك الراحل الحسن الثاني قد منع الاحتفال بعيد الأضحى ونحر الأضحية في عامي 1981 و1996 لاقترانه بالجفاف وندرة التساقطات، ورغم ذلك استطاع الكثير من المغاربة ذبح أضحيتهم متخفين في منازلهم. في حين عوقب من تم ضبطه من طرف السلطات المحلية. 4- سجل لاوست هذا البعد من خلال زياراته لبعض القبائل في المغرب، بحيث أشار إلى أن هناك بعض قبائل الشلوح تقوم بعملية ذبح حيوان وذلك في إطار مراسيم وطقوس دينية، فيكون هذا الحيوان بمثابة كبش فداء تتخلص القبيلة بواسطته من كل الجرائم والأخطاء التي قامت أو ظنت أنها قامت بها. Balandier G. – Anthropologie politique – PUF – 4° édition 1984 - p 18 5- لم تتضمن النصوص الدستورية بما فيها دستور فاتح يوليوز 2011 أية إشارة إلى إمكانية محاسبة الملك رغم أن الملك يحتكر كافة الصلاحيات التنفيذية ويتخذ جل القرارات الاستراتيجية في مختلف القطاعات العسكرية والسياسية. ومع ذلك، يتص الفصل 52 على أن (للملك أن يخاطب الأمة والبرلمان، ويتلى خطابه أمام كلا المجلسين، ولا يمكن أن يكون مضمونه موضوع أي نقاش داخلهما). 6 - le simple don alimentaire, si humble soit-il, met l'invité dans une position inférieure (vis-à-vis de l'hôte et confère à celui-ci une horma, un caractère sacré) 7- Van de Leeuw : "Le sacrifice garantit la circulation de la puissance" - Balandier G. – op cit p :199 8- Ibid. p : 39 9- Le chef arabe doit se distinguer par une large générosité pour gagner le cœur de ses sujets . Ibid. p : 187 10- كان الراحل، الملك الحسن الثاني، وقبله الملك الراحل محمد الخامس، وبعدهما الملك محمد السادس، يخصون من مالهم الخاص بعض الشخصيات ويمنحونها عددا من الأكباش، خلال كل مناسبة ترتبط بعيد الأضحى يتم تسليم الأكباش للشخصيات النافذة في السلطة كالعمال والولاة وبعض جنرالات الجيش هي سُنَّةٌ محمودة من طرف ملوك المغرب، وللقيام بها كان القصر الملكي يكلف بعض الرجال بتوزيع تلك الأضحيات مع تخصيص آليات لوجستيكية مادية وبشرية للقيام بها. وعلى ذكر الرجال، فالمعروف أنه في عهد الراحل الملك الحسن الثاني تم تسجيل عدة سرقات ترتبط بتوزيع أكباش الملك على بعض الولاة والعمال أثناء عيد الأضحى، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فهناك رجل لا زال موقوفا حتى اليوم، حاملا معه ملفات ضخمة ترتبط بموضوع التهمة الموجهة له حول سرقة أكباش الملك. على أية حال، فتوزيع الأكباش على الولاة والعمال وبعض الشخصيات النافذة، من طرف الملوك عرف الكثير من الخروقات، كحرمان شخصيات كبرى من الحصول على كبش الملك، هذه الشخصيات التي تتعفف عن تقديم الشكوى للجهات المختصة، لمعرفتها المسبقة بالمسالك الملتوية التي ينهجها بعض منعدمي الضمير الذين يستولون على أكباش في ملكية الملك، أراد توزيعها على خدامه الأوفياء في بعض الجهات والأقاليم وبعض الثكنات العسكرية. إدريس ولد القابلة – لصوص القصور بالمغرب – موقع الحوار المتمدن عدد 2173 بتاريخ 27/1/2008 11- Le sacrifice comme symbole de fraternisation à travers le repas communiel . Chelhod J. – Le sacrifice chez les Arabes... op cti p : 186 12- Lorsque l'hospitalité est exercée sous forme de sacrifice, elle provoque l'union des partis en présence auxquels vient se joindre le dieu de la communauté" . Ibid. p :194 13- ( ...على الزعيم العربي أن يتميز بكرم عريض، لكسب قلوب رعاياه وجعلهم مدينين له، حتى ليمكن القول إن العطاء، بالنسبة إليه ليس ضرورة وحسب، بل هو أيضا واجب ...) يوسف شلحت – الأضاحي عند العرب (أبحاث حول تطور شعائر الأضاحي طبيعتها ووظيفتها في غرب الجزيرة العربية)؛ ت خليل أحمد خليل – دار الطليعة – الطبعة الأولى – 2013- ص 180 14- Mohamed EL ALAMI – LE PROTOCOLE ET LES US AU MAROC -2eme Edition 2012 -p 79 15- سن الملك الراحل الحسن الثاني تقليد منح كبشين ليلة العيد لعميد البعثة الدبلوماسية الإسلامية 16- Mohamed EL ALAMI –LE PROTOCOLE ET LESUS Op cit-p 79 17- عادة ما يتم ذبح في المعدل أكثر من خمس ملايين رأس من الأغنام والأكباش في صباح كل عيد أضحى، حيث يرى المغرب، إذا ما تم الإطلال عليه من فوق ورؤية دخان الشواء المنبعث من أسطح المنازل في المدن والمداشر والدواوير في القرى والبوادي وكأنه في حفل وليمة وطنية تشترك فيها كل شرائح الأمة وعلى رأسها عاهل البلاد. 18- لكن السلطات الجزائرية رفضت تسلم هذه الجلود. 19- عقب أحداث 23 مارس 1965، استقبل الملك الراحل الحسن الثاني عبد الرحيم بوعبيد بقصره في إيفران. وبعد المقابلة أعلن جلالة الملك يوم عيد الأضحى في خطاب على أمواج التلفزة عن إطلاق سراح مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. وبالمقابل تم أيضا إعدام مجموعة من الانقلابيين في13 يناير 1973 ليلة عيد الأضحى.