كشفت منظمة الصحة العالمية معطيات صادمة عن وفيات الأمهات والأطفال الرضع عبر العالم، وذلك في تقرير لها حول هذا الموضوع يؤكد أن أمهات كثيرات لازلن يعانين أثناء الولادة بسبب ضعف الرعاية الصحية، ما يتسبب لهن في فقدان حياتهن. وأفادت منظمة الصحة بأن 303 آلاف امرأة عبر العالم يفقدن حياتهن خلال فترة الحمل أو الوضع، بالإضافة إلى مليونين و700 ألف طفل يموتون خلال الأيام الأولى بعد الوضع، منهم مليونان و600 ألف يولدون وهم أموات، وهذا رقم مرتفع جدا بالرغم من التطور الذي عرفه المجال الطبي في مختلف الدول، في حين تسجل النسبة الأكبر في بلدان العالم الثالث. كما أن عددا من الأطفال الذين يولدون في حالة وفاة أو الذين يفارقون الحياة بعد أيام لا يتم تسجيلهم ولا يتوفرون على شهادة ميلاد أو وفاة، ما يصعب مهمة تدقيق عددهم، وبالتالي يجعل عددا من الدول غير قادرة على اتخاذ تدابير فعالة في الوقت المناسب من أجل تجنب تعرض أطفال وأمهات أخريات للمصير نفسه. ومن أجل وضع حد لهذه الوفيات، تؤكد المنظمة وجوب العمل على توفير علاجات ومتابعة طبية ذات جودة عالية أثناء الحمل والولادة. وفي هذا الإطار، قال ألان أسكو، مدير مصلحة البحوث الإنجابية بمنظمة الصحة العالمية، إنه يجب في البداية تحديد جميع المواليد حتى يتسنى فهم ما يجب القيام به من أجل وضع حد لهذه الوفيات بغض النظر عن مكان وقوعها، موضحا أنه من خلال دراسة أسباب وفيات الأمهات والأطفال، يمكن للبلدان تحسين نوعية الرعاية، واتخاذ الإجراءات التصحيحية للحيلولة دون وقوع المزيد من الوفيات. وأصدرت المنظمة ثلاث دراسات دفعة واحدة من أجل تحسين البيانات الخاصة بوفيات الأجنة داخل الرحم ووفيات الأمهات ووفيات الأطفال حديثي الولادة؛ تخص الأولى تنفيذ المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض خلال فترة الولادة، وهو نظام موحد لتصنيف موت الأجنة أطلقته منظمة الصحة. أما الدراسة الثانية، فهي عبارة عن دليل للبلدان من أجل تقييم كل حالة وفاة ووضعها تحت المجهر من أجل وضع حد لها، فيما تقوم الدراسة الثالثة على تقوية إجراءات الرعاية الصحية في المستشفيات والمصحات الخاصة.