أضحت موضة الملابس الرياضية عنصرا أساسيا في أولمبياد القرن الواحد والعشرين، كتظاهرة رياضية كونية لا يفوتها المصممون لإطلاق آخر صيحات الموضة بالنسبة للسنوات الأربع اللاحقة، بل ولصناعة اسم ضمن قائمة المعدات الرياضية الرسمية، المحدودة جدا. فخلال افتتاح أول دورة ألعاب أولمبية بأثينا، سنة 1896، لم تكن "ماركات" الملابس الرياضية، تعني آنذاك ما تعنيه اليوم، حيث أضحت هذه العلامات من أكثر الملابس الرياضية تنافسية وشهرة في عوالم الأداء البدني الحين. فبين أول دورة أولمبية بأثينا ودورة ريو دي جانيرو 120 سنة من التطور الذي شهدته الأزياء الرياضية، وهي التي انتقلت من ملابس فضفاضة تكاد تغطي معظم الجسم، ويبدو بها العداؤون في هيئة صيادين أكثر من عدائين من مستوى عال، إلى ملابس عصرية تراعي عنصر الجمالية والجودة، لعلها تسعف الرياضيين في تحقيق أفضل النتائج. ويذكر التاريخ أن رياضيا كوبيا، يدعى فيليكس كربخال، التحق بخط انطلاقة مسابقة الماراثون خلال دورة الألعاب الأولمبية بسان لويس، سنة 1904، وهو يرتدي قميص النوم وسروالا وحذاء بكعب سميك. وبينما تفضل أحدهم بقص سرواله حتى الركبتين، انطلق المسابقون دون أن يكترثوا لأمره .. ليدخل رابعا في نهاية السباق. وإثر هذا الحادث الغريب بدأت تلوح في الأفق، بعد أربع سنوات، أولى القوانين المنظمة للملابس الرياضية بالنسبة للمشاركين، وذلك بعد انطلاق إدراج موكب الافتتاح خلال أولمبياد لندن. ومنذئذ، دخلت الملابس الرياضية في مرحلة تطور وعصرنة كي تتناسب مع الاحتياجات الخاصة بكل تخصص رياضي في الأولمبياد، حيث أضحت الأحذية الرياضية أكثر خفة، وبدأ وضع البراغي في أسفلها ليساعد الرياضيين على التعامل مع أرضيات الملاعب، في حين أصبحت القمصان أقصر وأجود بعد ظهور المنسوجات الاصطناعية خلال سنوات الستينيات. ومع التوسع في الأبحاث شرع متسابقو المسافات القصيرة في ارتداء ملابس على المقاس وملتصقة بأجسادهم، بينما اصبح عداؤو الماراطون يفضلون ارتداء ملابس رياضية أقل وزنا. وكان العداء الأسترالي كاثي فريمان، المتخصص في سباق ال400 متر، نجح في لفت الأنظار وصناعة الحدث خلال دورة الالعاب الاولمبية بسيدني، سنة 2000، حينما ظهر بزي مستوحى من لباس السباحين، يغطي شعره وأذنين. وقد فتحت هذه الصيحة من الموضة شهية الدورات الأولمبية اللاحقة لاعتماد ملابس رياضية تتناسب مع نحافة الجسم، وتحاكي خصائص شبكات العنكبوت أو جلد سمك القرش، للحد من مقاومة الهواء أو الماء خلال المنافسة. ومنذئذ، أضحى التصميم باستخدام الحاسوب يستحضر عنصر الابتكار في ظل التنافسية القوية القائمة بين المصممين، والهدف هو مساعدة الرياضيين على تحسين أدائهم وتحطيم الأرقام القياسية. وعلى مدى تاريخ الالعاب الاولمبية، كانت لاعبات كرة المضرب أكثر المستفيدات من التطور الذي عرفه قطاع الملابس الرياضية، وأصبحن يرتدين ملابس رياضية أكثر أناقة وجودة. ورغم أن أول مشاركة نسائية في الألعاب الاولمبية، وهي التي تعود لدورة باريس الملتئمة سنة 1900، والتي توجت بفوز لاعبة كرة المضرب البريطانية شارلوت كوبر، ولاعبة الغولف الأمريكية مارغريت ابوت، فقد تعين على الرياضيات الانتظار لأربع سنوات أخرى كي تحصلن على أولى الميداليات، وإلى ما بعد الحرب العالمية الثانية للتخلص من البذلات الرياضية التي بدأن بها المنافسة لأول مرة.