كانت لحظة تاريخية بكل معنى الكلمة عندما فازت البحرينية روث جيبيت بذهبية سباق ثلاثة آلاف متر موانع في أولمبياد ريو دي جانيرو لتهدي بلادها أول ميدالية ذهبية أولمبية في تاريخها. وكان بإمكان روث جيبيت أيضا أن تحقق الفوز لبلدها الأصلي كينيا، لو لم تنقل ولاءها إلى البحرين في 2013، لكن الأمر كان سيصبح أكثر صعوبة. في كينيا الغنية بأساطير ألعاب القوى، كان من الصعب التفوق على كل هؤلاء النجوم مقارنة بحجم المنافسة في دولة عربية لا تمتلك الإرث الرياضي. وكانت جيبيت تجري بمفردها في مقدمة السباق ولو لم تبطئ في نهايته، لكانت حطمت الرقم القياسي، الذي يبلغ ثماني دقائق و58 ثانية و81 جزءا من الثانية والمسجل باسم الروسية جولنارا جالكينا ساميتوف. وأضاعت جيبيت فرصة تحطيم الرقم القياسي بأقل من ثانية حيث أنهت السباق في زمن بلغ ثماني دقائق و59 ثانية و57 جزءا من الثانية، وحصلت الكينية هيفين جيبكيومي على الميدالية الفضية بعدما أنهت السباق بزمن بلغ تسع دقائق و7.12 ثانية فيما حصدت الأمريكية إيما كوبرن الميدالية البرونزية بعدما أنهت السباق بزمن بلغ تسع دقائق و7.63 ثانية وقال جيبيت "هناك الكثير من العدائين في كينيا"، مضيفة "في البحرين أحظى بفرصة الذهاب إلى المدرسة". وقارنت بوابة "أوكاي إفريكا" الإخبارية الإفريقية بين تجنيد العدائين الأفارقة خاصة من جانب الدول العربية الغنية بالمال، وبين مشكلة المنشطات في روسيا، مشيرة في الوقت الذي اتجهت فيه أنظار العالم إلى المنشطات في هذه الأولمبياد فإن هناك فضيحة أخرى كبيرة تلوح في الأفق تتمثل في "الصيد الجائر للرياضيين الأفارقة" لدعم المنتخبات الوطنية التي تعاني من الأنيميا في جميع أنحاء العالم". وأوضحت أن البوابة الإخبارية أن دليلا آخر على الصيد الجائر يتمثل في الظاهرة الكينية في سباقات الماراثون يونيس كيروا، التي حصدت الميدالية الفضية للبحرين في ماراثون ريو، خلف جيميما سومجونغ التي أصبحت أول عداءة من كينيا تفوز بذهبية الماراثون في الأولمبياد. وكانت كيروا (32عاما) تشارك سابقا باسم كينيا في المنافسات الدولية ولكن بدءا من عام 2013 أصبحت تمثل البحرين. أما قطر التي سعت لاستضافة الأولمبياد قبل أربعة أعوام فإن بعثتها في ريو تضم عددا كبيرا من العدائين المولودين في بلدان أخرى، فقط لاعبتان من البعثة القطرية مولودتان في الدولة الخليجية حيث يتعلق الأمر بالسباحة ندا اركاجي وعداءة 400 متر دلال مسفر الحارث (26عاما) المتحدرة من عائلة مغربية، والتي تم تبنيها من جانب قطر وهي في الثانية عشرة من عمرها. وأردفت الحارث "إنهم يركزون على الرياضة النسائية وخلال عام أو عامين من الآن سيكون هناك المزيد من السيدات". وقال جيوف هاركنس، استاذ علم الاجتماع الرياضي في جامعة مورنينغ سايد في لوا، والذي أجرى بحثا عن العلاقة بين الرياضة والمجتمع العربي "قطر تحاول منذ سنوات أن تجلب دورة الألعاب الأولمبية إلى البلاد". وأضاف "هذا فقط يحدث عندما تظهر الدولة أنها تلبي معايير حقوق الإنسان وتسمح للنساء بالمشاركة في الحياة الاجتماعية بما في ذلك الرياضة". الدول العربية ليست الوحيدة التي تمارس الصيد الجائر للرياضيين، حيث اشتكى مسؤولون رياضيون في ألمانيا من تجنيس تركيا للعديد من العدائين مما ساهم في منحها 12 ميدالية في بطولة أوروبا لألعاب القوى. وفازت تركيات بميدالية وحيدة في ألعاب القوى في ريو حتى الآن.. بولات كيمبوي اريكان، الذي تخلى عن جواز سفره الكيني واسمه الأصلي بول كيبكوسجي كيمبوي في 2011 هو بطل أوروبا لكنه حل في المركز الثالث عشر في سباق 10000 متر يوم السبت الماضي. ولكن قطر هي الدولة التي تعرضت لانتقادات مستمرة من جانب وسائل الإعلام خاصة وأن منتخب كرة اليد يضم عدد كبير من اللاعبين المجنسين، وخاصة من الدول الأوروبية. وقال كريستر اهل، حكم كرة اليد الدولي السابق "قطر تؤسس فريقا مزيفا"، مضيفا "يجمعون لاعبين ليس لهم أي علاقة بالدولة ثم يطردونهم إذا لم يساهموا في تحقيق ميدالية أو نجاح". وحصل المنتخب القطري على المركز الثاني في بطولة العالم لكرة اليد التي جرت في الدوحة العام الماضي، بعد الخسارة في النهائي على يد فرنسا. وصعد الفريق القطري بصعوبة إلى دور الثمانية في ريو. وبعد فوز قطر على كرواتيا 30/ 23 مر اللاعب القطري المولود في كرواتيا ماركو باجاريتش من حالة من التذبذب وقال "لقد لعبت مع الكثير من هؤلاء اللاعبين من قبل، وعشت مع بعض منهم في كرواتيا، في الأندية". وأضاف "أسوأ شعور خلال عزف النشيد الوطني، ولكن ما الذي يمكنني فعله؟ قطر منحتني الفرصة للمشاركة في الألعاب الأولمبية، إنه حلم لأي رياضي". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com