بعد الطلب الذي تقدم به المغرب من أجل العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي خلال القمة التي عقدت في يوليوز المنصرم بالعاصمة الرواندية كيغالي، بدأت جبهة البوليساريو بالرد على هذه الخطوة من خلال عدد من الزيارات المتتالية التي يقوم بها قياديون بها إلى عواصم إفريقية، في محاولة لتطويق المملكة، واستمالة دعم هذه الدول. وكشفت وسائل إعلام تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية تفاصيل عدد من الزيارات التي قام بها "قياديو الصف الأول" إلى مجموعة من العواصم الأوروبية منذ الأسبوع الماضي، أولها كانت للمكلف بملف إفريقيا حمدي بكي الذي التقى رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ديسالغنه، وسلمه رسالة من الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، يستجدي فيها دعم إثيوبيا للجبهة حتى لا تكون عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي على حساب البوليساريو. الرسالة ذاتها بعث بها إبراهيم غالي إلى الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني؛ حيث التقى مصطفى السيد، مستشار غالي، رئيس الوزراء الأوغندي روهاكانا روجوندا. وتناول اللقاء، بحسب مصادر من جبهة البوليساريو، آخر تطورات نزاع الصحراء، وحشد قيادة الرابوني تأييد الدول الداعمة لها، في مواجهة المغرب الذي عاد بقوة إلى الساحة الإفريقية خلال الأشهر القليلة الماضية. وفي الوقت الذي لم يستقبل فيه الرئيس الموريتاني الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة خلال زيارته إلى موريتانيا الشهر الماضي، اختار محمد ولد عبد العزيز بعث رسائل مباشرة إلى المغرب عبر استقباله عضو الأمانة العامة لجبهة البوليساريو محمد خداد، ما يؤشر على بلوغ التوتر بين البلدين أعلى المستويات، في حين كانت نواكشوط قد شاركت بوفد رفيع في مراسيم جنازة الأمين العام السابق للجبهة محمد عبد العزيز، وكذا في مؤتمرها الأخير الذي تم خلاله تنصيب إبراهيم غالي. ولم تستسغ الجبهة الزيارات التي قام بها مسؤولون مغاربة إلى العواصم الإفريقية، كما هو الحال بالنسبة للوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة الذي زار كلا من نيجيريا والجزائر وموريتانيا، إلى جانب ياسين المنصوري، مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات، بالإضافة إلى زيارة المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري إلى كينيا، وزيارات أخرى قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، وذلك قبيل تقديم المغرب لطلبه الرسمي بالعودة إلى كنف منظمة الاتحاد الإفريقي.