حرز حزب المعارضة الرئيسي في جنوب أفريقيا مكاسب كبيرة في مواجهته حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم خلال الانتخابات المحلية، وذلك حسبما أظهرت النتائج الأولية التي كشفت عن أن "المؤتمر" يعاني من خسائر جسيمة، للمرة الأولى منذ جاء إلى السلطة قبل 20 عاما. وبعد فرز 98 في المائة من بطاقات الاقتراع برز حزب التحالف الديمقراطي كقوة صاعدة على حساب الحزب الحاكم، وذلك في العديد من المناطق، حيث فاز بأغلبية الأصوات في "بورت إليزابيث" و"كيب تاون" وإقليم "الكيب الغربي" الذى يعد من المناطق الاقتصادية الهامة. وبعد عقدين من الهيمنة السياسية، باتت حركة المؤتمر الوطني الافريقي التاريخية، التي تولى قيادتها من قبل الزعيم الأسطوري نيلسون مانديلا، مهددة بخطر فقدان الأغلبية التي تتمتع بها في العاصمة بريتوريا ومدينة جوهانسبرغ، العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث لا تزال النتائج متقاربة. وتصدر حزب المؤتمر الوطني الافريقي نتيجة الانتخابات بالمناطق القرويّة بوجه عام ، حيث حصل على 54,2 في المائة بالمقارنة مع حزب التحالف الديمقراطي المعارض الذي حصل على 26,6 في المائة فقط. وفي الانتخابات المحلية الأخيرة، التي جرت عام 2011، فاز حزب المؤتمر الوطني الافريقي بنسبة 61,9 في المائة من الأصوات، يليه حزب التحالف الديمقراطي الذي حصل على نسبة 23,9 في المائة. وفي خسارة تحمل رمزية كبيرة، هبط حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إلى المرتبة الثانية في "نكاندلا"، مسقط رأس الرئيس زوما، بإقليم "كوازولو ناتال". وينتقد الكثير من مواطني جنوب إفريقيا الرئيس جاكوب زوما والحزب الذي ينتمي إليه، وذلك بسبب ضعف النمو الاقتصادي وارتفاع مستوى البطالة، وانتشار الفساد والمحسوبية، والافتقار للمساكن وضعف نظام التعليم والصحة. وما زالت الانتخابات مستمرة في إظهار انحدار شعبية حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يتسم بالبطء، ولكنه مستمر. بينما يشار إلى أن الحزب حصل على 62% من أصوات الناخبين في الانتخابات الوطنية عام 2014، ليهبط من حوالي 66% عام 2009.