"يأكل الغلة ويسب الملة".. مثل شعبي دارج يُقال لمن يجحد فعل الخير، ويتنكر لفاعله، ويعمد أيضا إلى سبه؛ وهو مثل ألصقه كثيرون بظهر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بسبب طريقة تدبيره لملف الصحراء، الذي لا ينفك يظهر فيه بوجهين؛ الأول مسالم ومهادن للمغرب، والثاني يعادي مصالح المملكة. بعد طول فتور في العلاقات بين المغرب و"كبير الأممالمتحدة"، إثر تصريحات أدلى بها "كي مون" قبل أشهر قليلة لدى زيارته إلى مخيمات تندوف، اعتبرتها الرباط معادية للوحدة الترابية للمملكة، ظهر زعيم المنظمة الأممية وهو يأكل "بعض الغلة الوطنية"، متمثلة في حبات تمر صحراوي مغربي. وبدا "كي مون"، الذي كان مرفوقا بعقيلته، وهو يزدرد حبات تمر مغربي جلبه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، إلى أحد الفنادق الشهيرة بنيويورك، حيث نظم مؤخرا حفل استقبال كبير بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لوصول الملك محمد السادس إلى سدة الحكم. وبعد أن ملأ "كي مون" بطنه بما لذ وطاب من الحلويات و"الشهيوات" المغربية، طلب الأمين العام للمنظمة الأممية من هلال أن ينقل متمنياته بالسعادة والرفاهية إلى الملك محمد السادس، قبل أن يشيد صراحة بالالتزام الشخصي للعاهل المغربي في القضايا الكبرى للمنظمة الأممية. وأثنى المسؤول الأممي ذاته على الجهود التي يبذلها المغرب لتنظيم قمة "كوب 22"، وجعله مؤتمرا لإعداد وتنفيذ مخطط عمل اتفاق باريس، مجددا التأكيد على ثقته في أن مؤتمر مراكش للدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة بشأن تغير المناخ "سيشهد نجاحا كبيرا". وأهابت الشخصيات الحاضرة في الحفل، التي فاق عددها 600 مدعو، بالسفير عمر هلال رفع أحر تهانيها وخالص متمنياتها للعاهل المغربي بالصحة والسعادة، وبمزيد من التقدم والرخاء للشعب المغربي، مشيدة بالإصلاحات العميقة والمنجزات القيمة التي تحققت بالبلاد. وحضر الحفل الذي نظمه السفير المغربي، عدا "بان كي مون" وعقيلته، السفراء المعتمدون بنيويورك ومسؤولون سامون في الأمانة العامة للأمم المتحدة، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلون عن وسائل الإعلام، والعديد من رجال الأعمال، وأعضاء الجالية المغربية المقيمة بنيويورك. ويأتي ظهور "كي مون" في الحفل المغربي بموازاة مع محاولة الأممالمتحدة إعداد صيغة مقترح يوجّه إلى السلطات المغربية، من جهة، وجبهة البوليساريو الانفصالية، من جهة ثانية، بغرض استئناف المفاوضات بين الجانبين حول نزاع الصحراء الذي عمر منذ سبعينيات القرن الماضي. وكان فرحان حق، المتحدث باسم المنظمة الأممية، صرح أمس بأنه "تم تقديم اقتراح رسمي لطرفي النزاع"، وبأن "مجلس الأمن يجدد دعوته إلى استئناف المفاوضات"، مضيفا: "لا شيء يمنع كريستوفر روس من العودة إلى المنطقة لمواصلة جهوده من أجل تسهيل المفاوضات".