"أنا نْتحدّى إيلا شي واحْد عْدّل أتاي بحال ديالي، يْدّي يْتقطعوا!"، بهذه العبارة المليئة بالتحدّي اختارَ محمد الغول، المسيّر لمقهى داخل مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة أصيلة، أنْ يعبّر عن مهارته وإتقانه لإعداد الشاي المغربي، حتّى باتَ المشاهيرُ الذين يفدُون على مدينة أصيلة بمناسبة موسمها الثقافي الدولي لا يغادرون المدينة إلا بعد أن يتذوّقوا كأسَ شاي من إعداده، وباتَ بفضل مهارته يُلقب ب"ملك الشاي". يروي محمد الغول أنَّ السفير الحالي للولايات المتحدةالأمريكية المعتمد لدى المغرب، دوايت بوش، واحدٌ من الذين سبق أن تذوّقوا الشاي المُعَدّ بيديْه، وحينَ عادَ السفير مرّة أخرى إلى مدينة أصيلة، سألَ عنه، وعبّر له عن إعجابه بإجادته لطريقة إعداد الشاي المغربي. أما وزير الخارجية المصري السابق، عمرو موسى، فطلب منه تغيير اسم "ملك الشاي" المُلقّب به، إلى "ملك أتاي". في دُرْجٍ داخل المقهى الذي يسيّره يخزن محمد الغول رُزمة من الصور، التقطها مع عدد من المشاهير، من سياسيين ومثقفين وفنانين زاروا مدينة أصيلة وشربوا الشاي المُنعنع في مقهاه، والذي اكتسب تجربة في إعداده امتدّتْ لعُقود. ويؤكّد أنّ شهرته جعلتْه يلتقي عروضا للعمل في الخليج العربي، لكنّ الظروف العائلية لا تسمح له بمغادرة المغرب. تعلّم محمد الغول حرفته منذ سنة 1968، على يد شخص يُدعى "علّال"، وكانَ الناس يُنادونه "خوانيتو"، في ذلك الوقت كانَ الشايُ يُعدّ فقط في "الغْرّاف"، قبل ظهور "الزّيزوة"، وهي إناء صغير مخصّص لإعداد الشاي؛ لكنَّ محمد، الرجل الستّيني الذي يتحرّك بخفّة الشباب داخل مقهاه، يفتخر بأنّه لا يُتقنُ إعداد الشاي فقط ب"الزيزوة"، بلْ القهوة أيضا، ولا يتردّدُ في كشْف "أسرار" طريقة الإعداد. في بدايات عمله في هذا المجال، اشتغل محمد الغول ك"بارمان" مع نادٍ إسباني في مدينة أصيلة، كانَ يُسمّى "كازا إسبانيا". وفي شهر نونبر من عام 1975، سافر إلى مدينة مايوركا الإسبانية، واشتغلَ في فندق مصنف خمسة نجوم، ونقل معه تجربته في إعداد الشاي المغربي إلى "بار" الفندق الفخم، بعْد أنْ أُعجب مسيّرو الفندق بمذاق الشاي المغربي المُعدّ من طرف محمد، غيْر أنّه لم يمكث طويلا في إسبانيا؛ إذ عادَ إلى المغرب بعد وفاة والده. يعتبرُ "ملك الشاي" أنّ "أتايْ ديال المغرب ما كاينش فحالو فالعالم لا صايْبتيه مزيان"، ويُضيف بنوع من الاعتزاز بمساره "جميع الدبلوماسيين في المغرب وخارج المغرب اللي جاو لأصيلة كايعرفو الغول محمد، حيت كَنْعدّل حاجة مزيانة، ماشي كنْشكر راسي، ولكن كنقول كنعدّل حاجة مزيانة، وهادشي علاش سماوني ملك الشاي".