في خطوة استباقية عاجلة، أقدمت الأجهزة الأمنية على إخلاء إصلاحية عين السبع (مركز الإصلاح والتهذيب) من نزلائه الذين تقل أعمارهم جميعا عن 18 سنة، من أجل توزيعهم على مجموعة من الأجنحة السجنية في انتظار إعادة إصلاح ما أفسده الجانحون الذين قادوا التمرد الأول من نوعه الذي تشهده مؤسسات سجنية في المغرب من هذا النوع. وسيشمل قرار الإخلاء النزلاء الذين تم نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفيات الحي المحمدي والبرنوصي لتلقي العلاجات الضرورية بعد إصاباتهم بجروح أثناء محاولة السيطرة على التمرد الذي استعمل فيه متزعموه القوة والعنف في محاولة هروب جماعية، قالت مصادر أمنية لهسبريس إنها تمت وفق خطة محكمة وضعها جانحون معروفون بميولهم إلى العنف. وأكدت المصادر أن فرقا أمنية متخصصة فتحت تحقيقا في الموضوع تحت الإشراف المباشر للوكيل العام بالدار البيضاء حسن مطار، وشرعت في تصفح تسجيلات أنظمة المراقبة بالفيديو للوقوف على الوقائع والتعرف على الأشخاص الذين قادوا التمرد، من أجل متابعتهم وفق القوانين المعمول بها في مثل هذه الحالات. واستعمل المتمردون الحجارة في مواجهة عناصر الشرطة وأصابوا العديد من الأشخاص الذين كانوا بعين المكان، من ضمنهم صحافيون أصيب أحدهم بحجارة كبيرة الحجم على مستوى الكتف، والذي قال لهسبريس: "لولا ألطاف القدر لأصابتني في رأسي، لكن الإصابة مست كتفي الأيسر وقد تلقيت العلاجات الضرورية بعين المكان". واضطر العديد من المدنيين إلى مغادرة المكان بعد محاولة مجموعة من أفراد عائلات نزلاء الإصلاحية تجاوز الطوق الأمني الذي ضربته القوة العمومية حوله. ووفق إفادات شهود عيان، فإن التمرد بدأ على الساعة الثامنة والنصف ليلا؛ حيث شب حريق مهول في أحد أجنحة الإصلاحية، لكن بعد أقل من ساعة تبين أن الأمر يتعلق بتمرد حقيقي؛ إذ تطورت الأمور إلى استعمال الرصاص ضد متمردين استولوا على شاحنة مجهزة لنقل السجناء، والتي أصابها رجال الأمن برصاصهم قبل أن يستسلم قائدها وزملاء له كانوا على متنها. مباشرة بعد ذلك، حاول باقي السجناء تجاوز بوابة الإصلاحية، وهو ما اضطر رجال الأمن إلى استعمال الرصاص الحي وإطلاقه في الهواء في بداية الأمر قبل توجيه طلقات أخرى صوب الأرض على مقربة من النزلاء قبل أن يقرروا التراجع إثر إصابة زملاء لهم بجروح، قال مصدر أمني إنها كانت طفيفة ونتجت عن تدافع السجناء.