لم يكف بعد الشيخ السلفي عبد الحميد أبو النعيم لسانه عن لدغ كل من يخالفه الرأي والمنطلقات العقدية، وحتى الآراء والتوجهات الثقافية والفكرية، باتهامات التكفير والفسق والتبديع، كما لا يرف له جفن وهو يسلط سيفه بحدة وشدة على رقاب الناس، بدعوى أنهم ينشرون الإلحاد والإباحية، كأنما يريد نمطية للناس جميعا في الفكر والمعتقد. ويطلق الشيخ السلفي العنان للسانه موزعا اتهاماته، حتى إنه لم يكد يسلم منه مسلم في هذه البلاد، من باحثين وأكاديميين وناشطات وسياسيين وزعماء وإعلاميين وقنوات تلفزية، ويهوي على رؤوس الجميع بسياط التكفير، ويحرض ضدهم الآخرين، ويجافي بذلك الموعظة الحسنة، وينسى قول الله لنبيه الكريم: "ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، وقوله: "فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل". وعاد أبو النعيم إلى "الواجهة" من جديد، بدخوله ردهات المحاكم بسبب اتهامه القناة الثانية بالصهيونية والاستخباراتية، وإعلامييها بالمفسدين، وبأنها قناة "يتحكم فيها العلمانيون والخونة وأبناء سفارات الاستكبار العالمي"، ناعتا إياها بنشر "الكفريات القطعية، والردة البينة، والفسق الشنيع، والفجور الفظيع، والكذب الصريح، والافتراء القبيح". ولو اتهم أبو النعيم القناة الثانية بكل تلك النعوت لقال الواحد إنه رأي يحترم للرجل ينتقد فيه قناة تلفزية معينة، لكن أن يرمي كل الإعلام المغربي دون استثناء بتهم كبيرة دون أي دليل ولا برهان، فذلك ما يحتاج الشيخ أن يعرف بأنه إنما يسب ويهرف بما لا يعرف، خاصة أنه اتهم في بيانه الأخير الإعلام الوطني كله، وقال إنه "يسعى حثيثا في الطعن في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، والهجوم على الشريعة المعظمة".