الشيخ السلفي عبد الحميد أبو النعيم، ما إن ينطق ويتحدث إلا وينتظر المتتبع والمستمع قصفا لا مهادنة فيه ضد كل من يخالفونه المنهج والفكر، خاصة إن كانوا من دعاة التيار الحداثي والعلماني بالبلاد، حتى كاد لا يسلم من لسانه أحد بالمغرب، مثقفين وسياسيين وإعلاميين وقضاة وفنانين وحقوقيين.. ويصدم "أبو النعيم"، الذي يحشر جميع حداثيي وعلمانيي البلاد في "الجحيم"، كل من سمعه بما يخرج من فيه من أوصاف قاسية أحيانا كثيرة، واتهامات موغلة في القسوة والتكفير، والتفسيق "من الفسق"، والتبديع "من البدعة"، بدأها بعصيد ولشكر، معرجا على الجابري والتوفيق والفزازي، قبل أن تصل شظاياه الحارقة إلى "موازين" وناشطات حقوقيات، لينتهي به المقام إلى سب قناة "دوزيم" ونقابة صحافيي البلاد. وآخر ما جادت به قريحة الشيخ الذي يصفه البعض بالمتشدد، والذي قدمته موسوعة "ويكيبيدا"، على أنه رجل دين مغربي مسلم، اشتهر بدفاعه عن القيم الإسلامية في المغرب"، كونه وصف القناة الثانية "دوزيم" ب"المؤسسة الصهيونية الخبيثة"، فيما نعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بأنها "وثنية". ويقول مناوئو توجهات هذا الشيخ، الذي توبع من قبل بتهم الانتقاص من مؤسسات رسمية، بأنه إذا كان من حق الرجل الانتقاد وفق ما يراه مناسبا لمعتقده السلفي، لكنه ليس من حقه امتلاك حق تكفير فلان وعلان بتحديد الأسماء، ولا رمي أي حد بتهم الزندقة والإلحاد، كما دعاه الكثيرون إلى إمساك لسانه عن الشتائم والنعوت الحادة، وأن يعمل على الأقل بمعاني حديث النبي عليه السلام "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".