قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن الوضع في تركيا أصبح تحت السيطرة بدرجة كبيرة، وسط مؤشرات على أن محاولة الانقلاب على الحكومة قد فشلت، وفقا لمصدر حكومي. وأضاف المصدر أن قائد الجيش، خلوصي عكار، لا يزال يسيطر على الجيش وأنه ليس جزءا من الانقلاب، مشيرا إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان يشرف على الجهود الجارية وسيتحدث إلى الشعب في غضون ساعات قليلة. وقد هبطت طائرة أردوغان في مطار أتاتورك في اسطنبول بالفعل وسط أنباء عن عودة هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية للبث على الهواء مجددا، والتي تم الإعلان عن الانقلاب فيها. أما زعيم حزب الحركة القومية التركي (معارض)، دولت باهجه لي، فقد اعتبر أن محاولة عرقلة الديمقراطية، وتجاهل إرادة الشعب، يعد خطأ كبيرا وواضحا حيال تركيا. وأوضح باهجة لي، في بيان صادر عنه، أن تركيا تواجه وضعا طارئا وغير مشروع، مشيرا إلى محاولة مجموعة داخل الجيش التركي، التدخل العسكري، وتسلم السلطة، موضحا أن تركيا لديها العديد من المشاكل والصعوبات، مشيرا إلى أن حل كل مشكلة يكمن في الديمقراطية. وأكد أن حزب الحركة، يعارض كل المحاولات غير الديمقراطية، قائلا "بلا شك سيتجاوز الشعب التركي هذا الإنقلاب، ولن يتمكن أحدا النيل من وحدتنا وتضامننا"، كما أعرب عن أمله في أن يسلم أفراد المجموعة المحدودة التي حاولت قلب نظام الحكم أنفسهم للعدالة. بدوره دعا زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو الشعب التركي إلى اتخاذ موقف موحد ضد المحاولة الانقلابية التي قامت بها منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية أمس الجمعة. وقال قليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، في حديث لإحدى القنوات المحلية "يتعين على المواطنين اتخاذ موقف موحد وحازم ضد المحاولة الانقلابية كما وقفوا صفا واحدا ضد الإرهاب"، مشيرا أن "تركيا عانت في السابق من آثار الانقلابات، وعملت طويلا لتعزيز الديمقراطية". وأكد أن حزبه "سيبقى ملتزما بالإرادة الحرة للمواطنين، والتي تعد من أسس الديمقراطية البرلمانية" مضيفا "هذا الالتزام من أولويات ومبادئ حزبنا وأنصاره وكوادره والحفاظ على الديمقراطية من مهماته". وشدد على أن "الدفاع عن الديمقراطية ليست مسؤولية حزب بعينه"، لافتا أنه "دعا أنصاره لذلك بالتزامن مع دعوة مماثلة من الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم". وبين قليجدار أوغلو أنه تواصل مع يلدريم ورئيس البرلمان اسماعيل قهرمان، وأكد لهما "التزام حزبه بمبادئ الديمقراطية التي قامت عليها الجمهورية التركية" .