في خطوة مستفزة جديدة للمغرب، سارع رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة إلى بعث رسالة تهنئة إلى الزعيم الانفصالي الجديد لتنظيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، الذي خلف الراحل محمد عبد العزيز مرشحا وحيداً في المؤتمر الاستثنائي الأخير، بمناداته "فخامة الرئيس وأخي العزيز"، معلنا ثبات الجزائر "على تضامنها الأخوي مع جارها شعب الصحراء الغربية". وقال بوتفليقة، وفق برقية التهنئة التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية اليوم الاثنين، إن تنصيب غالي، الذي وصفه بأنه جاء وفق "انتخاب بالإجماع"، يُعدّ "مناسبة سعيدة أتقدم فيها إليكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، بأحر التهاني وأصدق التمنيات بالنجاح في النهوض بمهمتكم النبيلة". وتأتي برقية بوتفليقة بعد إعلان الأمين العام الجديد ل"بوليساريو" عن اختياره الجزائر، التي تحتضن أراضيها قيادات التنظيم وأنشطته السياسية، وجهته الأولى قبل السفر إلى العاصمة الرواندية كيغالي للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لقمة الاتحاد الإفريقي، في وقت ترى فيه حركة "خط الشهيد"، التيار المنشق عن "بوليساريو"، أن تنصيب غالي "مسرحية"، ويبقى "بيدقاً من بيادق الجزائر، ويدا طيعة في يد السلطات الجزائرية لخدمة أجندتها ومصالحها". وبارك بوتفليقة التوجه الذي يحمله الزعيم الانفصالي الجديد بالتشديد على أنه خليفة الراحل عبد العزيز؛ حيث أوردت البرقية: "الآن وأنتم مقبلون على تحمل العبء الثقيل الذي تحمله الشهيد الرئيس محمد عبد العزيز.. ذلكم الرجل الذي كانت صفاته رباطة الجأش والتبصر والحس بالمسؤولية"، مضيفا: "يأبى عليّ الواجب إلا أن أؤكد لكم دوام الجزائر وثباتها على تضامنها الأخوي مع جارها شعب الصحراء الغربية". الرئيس الجزائري، الذي عبّر عن سعادته لتنصيب إبراهيم غالي "رئيسا للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، حاول أن يصبغ صفة الشرعية على الانفصاليين في تعاطيهم مع ملف الصحراء، بادعاء وجود "إجماع" دولي حول الأطروحة الانفصالية؛ إذ أوردت الوثيقة الرسمية: "شعبكم (...) يحظى بمساندة إفريقيا وبتعاطف الشعوب الأخرى المحبة للعدل وبتماهي قضيتكم مع الشرعية الدولية". وأضافت البرقية أن قضية الصحراء "لم تقدم، لا إبان الكفاح المسلح ولا أثناء المفاوضات وطوال العقود الأربعة المنصرمة، على الوقوف وقفة العداء في وجه الغير"، مدعيا أن بلده وتنظيم "البوليساريو" "تشرفت باحترام قداسة الروح البشرية وفريضة التعايش بسلام مع الجوار.. تشبعت واعتمدت نظرة لمستقبل لا محالة وحدوي لكافة شعوب منطقتنا"، وفق تعبير البرقية ذاتها.