سؤال عريض يطرحه اباء وأولياء تلاميذ السنة الاولى باكلوريا شعبة العلوم الرياضية دولية فيما يتعلق بنتائج الامتحانات الجهوية ولاسيما في مادة الفرنسية بالنسبة لأكاديمية مراكشآسفي. في بادئ الامر تساءل الجميع حول السر في تأخير الاعلان عن النتائج إلى ما بعد نتائج امتحانات الباكلوريا، لاسيما وان طلبة السنة الاولى اجتازوا امتحاناتهم قبلها، ولم يتم الاعلان عن نتائجهم إلا بعد شهر من اجتيازها في ظل تكتم وتعتيم كبيرين من جانب الوزارة الوصية، وفي ظل تضارب حول تاريخ الاعلان عنها. وعندما تم الاعلان عن النتائج، تبين للجميع بما لا يدع مجالا للشك، أن هناك خللا في النتائج، وان أمرا ما وقع فيما يتعلق بمضامينه، إذ لا يعقل أن طلبة الشعبة الرياضية الدولية، والحاصل أغلبهم على شواهد الدالف والديلف (دبلومات صادرة عن وزارة التعليم الفرنسية للتلاميذ المغاربة المتفوقين في اللغة الفرنسية)، والذين يدرسون كل المواد العلمية بالفرنسية وبتفوق، والحاصلين على معادلات عالية في الامتحان الجهوي في كل المواد، لا يتحصلون إلا على نقط كارثية فقط في امتحان مادة الفرنسية. لا شك أن الخطأ وارد وكل إنسان معرض للخطأ، إلا أن تعريض هؤلاء التلاميذ لهزة نفسية عنيفة من قبيل النقط الكارثية هاته كفيل بتحطيم معنوياتهم دون الحديث عن تعريض مستقبلهم العلمي للخطر في ظل إصرار عدد من المدارس العليا على احتساب نقط الامتحان الحهوي في مادة الفرنسية الى جانب المعدل الوطني كمعايير للانتقاء. صحيح ان ظروف تصحيح الامتحانات الجهوية والتي تزامنت مع حلول شهر رمضان وارتفاع درجة الحرارة في مدينة مراكش، كانت أصعب، إلا أن أصعب منها النتائج التي حصل عليها هؤلاء التلاميذ، والتي سترهن مستقبلهم التعليمي، مما يلقي على عاتق مسؤولي الاكاديمية مسؤولية أخلاقية تتمثل في إعادة تصحيح أوراق هذه المادة، وإحياء جدوة الامل لدى هؤلاء التلاميذ التي انطفأت حتى قبل أن تتقد وتتوهج