عبر الفنان الكوميدي حسن الفد عن رضاه التام عن الأعمال التي قدمها خلال شهر رمضان الجاري، وأكد خلال مقابلة مطولة مع هسبريس أن سلسلة "كبور والحبيب" تبقى هي الأكثر مشاهدة، ورغم ذلك يضيف أنه غير راض تمام الرضا على بعض الحلقات. وفي سؤال لهسبريس عن حقيقة النسب العالية من المشاهدة التي حققتها سلسلة "كبور والحبيب" على مستوى الانترنت، قال الفنان إنه حسب البحث في "غوغل" والمشاهدة في "يوتيوب" وتصريحات العديد من المتتبعين والمهتمين، فإن السلسلة هي الأكثر مشاهدة وتتبعا خلال رمضان الجاري. وعن عدم استمرار "الكوبل" بصيغته القديمة، أجاب أن ذلك موضوع تم الحديث فيه مطولا، وأنه قبل كتابة سلسلة "كبور والحبيب" قام بكتابة سيناريو ثلاث حلقات من "الكوبل" واستنتج أن السلسلة سوف تسقط حتما في التكرار والنمطية وسوف تدخل في عملية دوران في حلقة مفرغة، فقد استنزفت كل المواضيع المرتبطة بالبادية ونفد الوعاء التيمي للسلسة في شكلها الثنائي في البادية، مما كان سيعرضها لانتقادات أكثر، وقال: "في الحقيقة، أصلا كنا وجدنا صعوبة ومشقة في إيجاد مواضيع مهمة تناسب الكوبل في جزئه الثاني بالنظر للبيئة المغلقة التي كانت تدور فيها السلسلة، ولو أنتجنا الكوبل ثلاثة لكان كارثيا بكل المقاييس، حتى العلمية منها". الفد صرح بأنه جد مرتاح لنتائج "كبور والحبيب" لأنها جاءت فوق التوقعات المنتظرة من ناحية اعتماد أساليب علمية في إعداد السلسلات الفكاهية، موضحا أنه سبق أن طلب من دار الإنتاج قبل تصوير الحلقات أن تقوم بما يسمى ب "focus group"؛ أي القيام بحصة تقيمية من طرف عينة من المشاهدين من مناطق مختلفة من المغرب لتقييم العمل بالتنقيط، و"طبيعي أن تكون هناك حلقات نجحت وحققت نسبا عالية من المشاهدة ورضا الجمهور، وأخرى لم تحقق ذلك"، مضيفا أن عمليه السابقين "الشليني تيفي" و"نوسطالجيا" لم يحققا الإجماع، و"المطلوب من سلسلة كبور والحبيب هو الإجماع ليس أن تنجح فقط، وهذا من الصعب الحصول عليه"، حسب تعبير الفنان. وبالنسبة لاختيار المدينة فضاء جديدا لتصوير السلسلة، قال الفد: "إن المجيء إلى المدينة هو من أجل خلق فضاء جديد ومواضيع جديدة وعلاقات جديدة، مؤكدا أنه من الناحية التقنية في الكتابة، نجحت السلسلة في تحويل شخصية الحبيب من عنصر ثانوي وسالب في الكوبل 1 و2 إلى شخصية رئيسية وفاعلة ومحورية في سلسلة كبور والحبيب"، وهذا بالنسبة له تحد ومجازفة، "فالتركيبة النفسية للشعيبية كانت قوية وذات شخصية وكانت تخلق الندية مع شخصية كبور مما كان يسهل إنتاج مواقف مضحكة"، مقرا بأن هناك حلقات لم يرض عليها وكان من الضروري مراجعتها قبل التصوير، لكن بشكل عام هو جد مرتاح لما قدمته شخصية "كبور" في سلسلة "كبور والحبيب"، والدليل هو انتشارها بين الجمهور. وعن المقارنة التي غالبا ما يقوم بها البعض بين انتاجاته الأخيرة وسلسلة "الكوبل"، أشار الفد إلى أن "الكوبل" تحول بالفعل إلى مرجع ومقياس، والكل أصبح يقارن به كل الانتاجات الأخرى، ويقارن بين شخصياته وشخصيات سلسلات أخرى، مشيرا إلى أنه كان ينتظر هذه الظاهرة وهي طبيعية، مضيفا: "فقط يجب معرفة أن المغرب ليس فيه جمهور واحد وإنما جماهير متعددة ولها مراجع سوسيو ثقافية تختلف من جمهور لآخر، وهناك اختلاف في ردود الفعل من مدينة إلى أخرى". وبخصوص سلسلة "سلوى والزبير"، فقد أصر الفد على أنها تتضمن فكاهة عبثية من الدرجة الثانية، وجمهور هذا النوع من الفكاهة هو أصلا قليل، وأن الاختيارات التي قم بها كانت فيها مجازفات كبيرة على مستوى الإخراج . وإجابة عن سؤال حول الحدود الفاصلة بين شخصية كبور وشخصية حسن الفد، أكد الفنان أن علاقة الفد بشخصية كبور هي نفسها العلاقة التي تكون بين الروائي وشخصياته، وهناك من يخلط بين كبور بناني وحسن الفد، أو بين دنيا بوطازوت والشعيبية، أو بين الحبيب أنيق وهيثم مفتاح، فهذه شخصيات خيالية لا يمكن أن نحاسب الروائي على ما تقوم به في السلسلة. وبخصوص الآفاق التي قد يفتحها مجيء كبور والحبيب إلى المدينة، قال حسن الفد إنه تلقى عرضا من أجل تصوير فيلم سينمائي يحمل اسم "كبور والحبيب"، وهناك مشروع مسرحية، مضيفا: "نحن نحتاج إلى مادة فرجوية حية انطلاقا من السلسلة، وضروري أن نجازف ونغامر، وأنا لم أرض فنيا على كل أعمالي، فمثلا سلسلة الديوانة لم تكن قوية ولكن شفع لنا الموضوع الذي تناولته، والأخطاء التي ارتكبناها في الديوانة صححناها في الكوبل، كما أنه في سلسلة سلوى والزبير قمنا باختيارات صعبة وهربنا من الاختيارات السهلة، وهذا دور الفنان".