أكد زعيم حركة طالبان الجديد الملا هيبة الله اليوم السبت أنه مستعد للتفاوض السياسي لكنه سيبقي على الكفاح المسلح طالما استمر تواجد القوات الأجنبية في أفغانستان بدعم من الحكومة الأفغانية. وفي أول رسالة له منذ تعيينه زعيما للحركة المتمردة في مايو، قال "اعترفوا بالواقع بدلا من استخدام القوة بلا جدوى..ضعوا حدا للاحتلال". وفي بيان نشر بمناسبة عيد الفطر، طالب هيبة الله ب"سياسة متعقلة بدلا من استخدام القوة"، من أجل إنهاء ما يقرب من 15 عاما من النزاع في البلد الآسيوي. وأضاف أن "الإمارة الإسلامية (كما يطلق عناصر طالبان على أنفسهم) لديها سياسة لكلتا الجبهتين، السياسية والعسكرية. وفي نفس الوقت، ترى الإمارة أن أفغانستان محتلة من الغزاة، ومن ثم فإن الجهاد واجب من أجل طردهم". وأكد الملا هيبة الله أنه سيسير على خطى سلفه الملا منصور الذي لقي مصرعه في مايو في قصف بطائرة أمريكية بدون طيار في باكستان. وكان الملا منصور قد رفض بدوره عملية السلام التي تدفع بها الحكومة الأفغانية برئاسة أشرف غني من خلال لجنة رباعية مكونة من أفغانستانوباكستانوالولاياتالمتحدة والصين. وحذر زعيم طالبان من خلال البيان أن "صفوف الإمارة الإسلامية مستعدة للكفاح كسابق عهدها"، مطالبا بدعم "المسلمين في العالم"، في الوقت الذي دافع فيه عن "وحدة (طالبان) غير القابلة للكسر". وعقب تعيين هيبة الله "أميرا للمؤمنين" أو زعيما لحركة طالبان، رفض المجلس الأعلى للإمارة الإسلامية، وهو فصيل منشق بقيادة الملا محمد رسول، تعيين الزعيم الجديد، تماما كما حدث وقت تعيين منصور، الأمر الذي نجم عنه صراع بين الطرفين. وقررت الولاياتالمتحدة الإبقاء على تسعة آلاف و800 جندي في أفغانستان في إطار بعثة استشارية ومضادة للإرهاب، في حين قرر حلف شمال الأطلسي (ناتو) الإبقاء على ما يقرب من 12 ألف جندي حتى أواخر 2016 ، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد. وحققت حركة طالبان تقدما على الأرض في أفغانستان منذ انتهاء بعثة حلف شمال الأطلسي القتالية في 2014 ، ومنذ أواخر 2015 باتت تسيطر على نحو ثلث أراضي البلاد، وفقا لما جاء في تقرير المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار أفغانستان.