لن يتجادل اثنان حول المستوى الذي يبصم عليه الوداد البيضاوي في دور المجموعتين من منافسات دوري أبطال إفريقيا، إذ أبان إلى حدود الجولة الثانية منها، بعد فوزه الأخير على نادي زيسكو يونايتد الزامبي بثنائية نظيفة، عن فهم الويلزي جون توشاك وأبناءه جيداً لما تتطلبه هذه المنافسة من واقعية ودهاء في مناقشة أطوار المباريات؛ تحديان نجح فيهما الفريق "الأحمر" إلى حدود الساعة، بغض النظر عن مدى إقناعه على المستوى الفني. البداية الموفقة للودادين في منافسات كأس "العصبة"، وظهور ملامح فريق قوي كادت تنمحي قبل دورات فقط من انتهاء البطولة "برو"، جعلت الأنصار والمتتبعين يجددون ثقتهم في النقّاش والرفاق، ويتساءلون بتفاؤل كبير عن ما إذا كان الوقت قد حان لمعانقة الكأس من جديد، بعد صيام دام ل 24 عاماً، خاصةً في ظل توفر 5 عوامل هامة، حسب قراءة "هسبورت"، وهي كالآتي: بدايةٌ بلا أخطَاء بات الوداد البيضاوي متصدراً وحيداً لمجموعته عن الدور المؤهل لنصف نهائي كأس أبطال إفريقيا، برصيد 6 نقاط، محققاً بذلك العلامة الكاملة بعد فوزه على "البُعبع" الإيفواي، أسيك أبيدجان، بهدف دون رد خارج الديار، وتأكيد النتيجة أمام زيسكو الزامبي بهدفين نظيفين. الشخصية التي يظهر بها الوداد البيضاوي في هذه المنافسة والصورة التي اختارها لنفسه أمام كبار إفريقيا، جعلت أشد المتشائمين بقدرة الوداد البيضاوي على تحقيق شيء من هذه المشاركة، يستعيد ذكريات أم درمان، عندما تسلم فخر الدين رجحي الكأس "الغالية" من يدي عيسى حياتو عام 1992، ويثق في أنه ربما الوداد لن يكون مجرد مشارك في هذه النسخة من البطولة، بل منافس شرس أكثر من أي وقت مضى للتتويج بها. غياب الضّغط استطاع الوداد البيضاوي النهوض من جديد بعد كبوته في الدوري وتضييعه الدرع لصالح الفتح الرباطي، وبات ظاهراً أنه يلعب بدون ضغط، ما ساعده على حسم نتيجة الجولتين الماضيتين أمام الأسيك الإيفواري وزيسكو الزامبي لصالحه، وينقض على صدارة مجموعته. وسيكون على أبناء الويلزي جون توشاك استغلال عامل الصدارة بفارق ثلاث نقاط، والظهور غير القوي والمعهود للأهلي وأسيك ميموزا، إلى حدود الجولة الثانية على الأقل، لتقوية المناعة الذهنية للفريق، واكتساب جرعات من الثقة، التي قد يحتاجها أبناء جون توشاك في الأمتار الأخير من سباق المجموعة الأولى. إبعاد مُنافس "مزعج" رغم أنه استهل مشاركته في المجموعة الثانية بخسارة على أرضه أمام ماملودي سن داونز الجنوب إفريقي بهدفين نظيفين، إلا أن إبعاد وفاق سطيف الجزائري من المنافسة بعد الأحداث غير الرياضية التي عرفتها المباراة المذكورة، قد أراح الوداد البيضاوي من صداع هذا الخصم "المزعج" الذي كان من الممكن مواجهته في دور النصف أو حتى النهائي في حال تخطيهما معاً لدور المجموعتين، خاصةً وأن الفريق "السطيفي" يعتبر من الأندية القادرة على خلق المفاجآت وقلب الموازين في مباريات مماثلة. إذا توفّرت قطع الغيار.. دخل الوداد البيضاوي سوق "الميركاتو" مبكراً، لتعزيز صفوف النادي بأسماء قادرة على تقاسم حمل منافسة الفريق "الأحمر" على أكثر من واجهة، خاصة وأن رفاق السعيدي قد ضمنوا مشاركة ثانية في كأس "العصبة" العام المقبل بعد احتلاله مركز الوصافة في منافسة البطولة "برو" المنقضية. ويبقى انتداب مهاجم صريح، يدمن هز الشباك، من المَطالب المُلحّة التي على إدارة الفريق "الأحمر" الاستجابة إليها، خاصةً في ظل الأخبار شبه المؤكدة حول ضياع صفقة ضم شيكاتارا، علماً أن الخط الأمامي للوداد ليس بخير، في ظل "الشلل" الحاصل لدى سوري كايتا في قدراته الهجومية وعجز الهدافين الاعتياديين للنادي على التسجيل. ثقة الجماهير يحظى الوداد البيضاوي بمساندة جماهيرية كبيرة رغم ترحيل الفريق عن معقله بمركب محمد الخامس، ورغم حسرتهم على الكيفية التي أضاع بها أبناء جون توشاك لقب الدوري، فأبت إلا أن تلبي النداء وتحضر بكثافة لتشجيع فريقها في ملعب مراكش الكبير ومجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وتصدح بمطلب واحد.. "العُصبة يا وداد". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com