أخيرا.. عثرت القوات الامريكية على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لكن ليس في كهف جبلي على حدود أفغانستان. وقال مسؤولون أمريكيون أنه وجد مع أصغر زوجاته في منزل فخم قيمته مليون دولار بمنتجع صيفي يبعد نحو ساعة بالسيارة عن العاصمة الباكستانية اسلام اباد. فقد شن فريق أمريكي صغير غارة بطائرة هليكوبتر على المجمع السكني في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين. واضاف المسؤولون انه بعد قتال استمر زهاء 40 دقيقة قتل بن لادن واحد أبنائه البالغين وامرأة لم تحدد هويتها ورجلان اخران. ووصلت القوات الامريكية الى المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق والذي يشبه قلعة حصينة بعد أربع سنوات من تتبع واحد من أوثق رفاق بن لادن الذي قال المسؤولون الامريكيون ان معتقلين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 دلوهم عليه. وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية في افادة للصحفيين "المحتجزون عرفوا هذا الرجل أيضا بأنه أحد الرفاق القلائل في (تنظيم)القاعدة موضع ثقة بن لادن. أشاروا الى انه ربما يعيش مع بن لادن أو تحت حمايته." وقال المسؤولون انه عثر أخيرا على بن لادن - بعد أكثر من تسع سنوات ونصف على هجمات عام 2001 بالولايات المتحدة - وذلك بعد ان اكتشفت السلطات في غشت عام 2010 ان حامل الرسائل يعيش مع أخيه وأسرتيهما في مبنى غير عادي ويخضع لحراسة مشددة للغاية. واضافوا ان حامل الرسائل وشقيقه من بين الذين قتلوا في الهجوم. وقال مسؤول رفيع بالادارة الامريكية "حين شاهدنا المجمع السكني الذي يعيش فيه الاخوان أذهلنا ما رأينا.. مجمع سكني فريد من نوعه بشكل استثنائي." وقال مسؤول اخر في الإدارة الأمريكية "خلصت مجموعتنا ومحللونا الى ان اننا على ثقة كبيرة من ان المجمع يؤوي هدفا ارهابيا له قيمة كبيرة. ورأى الخبراء الذين عملوا في هذه القضية على مدى سنوات ان هناك احتمالا قويا ان يكون الارهابي المختبيء هناك هو أسامة بن لادن." ويقع المنزل في بلدة ابوت اباد التي تبعد نحو 60 كيلومترا شمالي اسلام اباد وهي بلدة موسرة نسبيا ويقيم فيها كثير من العسكريين الباكستانيين المتقاعدين. وشتان بين هذا المنزل وبين الفكرة الشعبية الذائعة بشأن اختفاء بن لادن في كهف بالجبال على الحدود الوعرة يتعذر الوصول له بين افغانستانوباكستان.. وهي صورة أثارها من قبل مسؤولون بينهم الرئيس الامريكي السابق جورج بوش. ويقع المبنى الذي يقدر حجمه بنحو ثمانية أمثال المنازل المجاورة على رقعة واسعة من الارض لوحظ اختيارها لتكون منعزلة نسبيا لدى بنائه عام 2005. وقال المسؤولون انه عند بنائه كان على مشارف مركز ابوت اباد في نهاية طريق ترابي لكن منازل أخرى بنيت على مقربة منه في السنوات الست التي انقضت منذ تشييده. وأوضح مسؤولون ان المنزل كان محاطا باجراءات أمن مشددة بينها أسوار خارجية يتراوح ارتفاعها بين 3.6 و5.5 متر تعلوها أسلاك شائكة وجدران داخلية تفصل بين الاجزاء المختلفة للمجمع السكني. واضافوا انه كان هناك بوابتان لا تستخدمتان في المرور وان سكان المنزل كانوا يحرقون قمامتهم ولا يتركوها لجامعي القمامة كما يفعل جيرانهم. وتابع المسؤولون ان نوافذ قليلة بالمنزل المؤلف من ثلاثة طوابق كانت تطل على خارج المجمع السكني وانه كان به شرفة لها جدار ارتفاعه 2.1 متر. وقال مسؤول في الادارة الامريكية "وجدير بالملاحظة ان قيمة المنزل تقدر بمليون دولار تقريبا الا انه لم يكن متصلا به خدمة هاتف أو انترنت. ولم يكن لدى الاخوين تفسير لمصدر ثروتهما." ولاحظ المحللون الامريكيون ان أسرة ثالثة تعيش في المنزل بالإضافة إلى الأخوين وان سنوات عمر ومستحضرات تجميل الأسرة الثالثة طابقت تلك الخاصة بأقارب - بينهم اصغر زوجات بن لادن - التي كانوا يعتقدون انها تعيش معه. وقال مسؤول آخر في ادارة اوباما "كل ما رأيناه.. الوضع الأمني المفصل وخلفية الأخوين وسلوكهما وموقع المجمع السكني نفسه تطابق تماما مع ما توقع خبراؤنا ان يشبه مخبأ بن لادن." وبلدة بوت اباد منتجع صيفي شعبي تقع في واد تحيط به تلال خضراء على مقربة من الجزء الخاضع لسيطرة باكستان من اقليم كشمير.