خاض عشرات الأطباء والممرضين والموظفين المشتغلين في مستشفى الأطفال التابع للمركب الجامعي "ابن سينا" بالرباط، صباح اليوم، وقفة احتجاجٍ ببهو قسم المستعجلات بالمستشفى، طالبوا من خلالها وزير الصحة بتوفير الأمن لهم، بعد تواتُر الاعتداءات التي يتعرضون لها من طرف المرتفقين؛ كما طالبوا بفتح تحقيق في اختلالات قالوا إنها تطالُ عملية تدبير الأدوية. وشدّدت الأطر الصحية المحتجة من خلال شعارات رفعتها على أن توفير الأمن للشغّيلة الصحية بالمستشفى الجامعي "ابن سينا" أضحى حاجة ضرورية وملحّة، من أجل توفير جوّ ملائم يساعدهم على أداء واجبهم المهني، قائلة إنَّ العنف الذي يتعرّضون له لا يقتصر فقط على العنف اللفظي، بلْ يمتدّ إلى العنف الجسدي. وجاءت الوقفة الاحتجاجية عقبَ تسجيل حادثي اعتداء خلال الأسبوعين الأخيرين، طالَ الأول الحارس العام لمستشفى الأطفال من طرف زوجة أحد البرلمانيين، والحادث الثاني طالَ مساعدة ممرضة، تعرضت للضرب بالسكين من طرف أحد المواطنين، حسب ما أفاد به سيمر جابو، الكاتب المحلي للجامعة الوطنية للصحة، التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بمستشفى الأطفال السويسي. وأضاف المتحدث ذاته أنَّ قضية توفير الأمن بالمستشفى كانت مطروحة منذ سنوات، وتمّت مفاتحة الإدارة فيها، إذ طالبت الشغيلة الصحية بإحداث مركز للشرطة بالمستشفى الجامعي، مستدركا: "لكنَّ جميع الوعود التي تلقيناها ظلّت حبرا على ورق، ولم تكن هناك أي مبادرة ملموسة". ورغم أنّ وزارة الصحّة تُبادر كلما تعرّض أحد الأطر الصحية للتعنيف إلى إصدار بلاغات تؤكّد فيها سَهَرها على حماية شغّيلة المستشفيات العمومية، ومتابعة المعتدين، إلا أنَّ جابو قال إنَّ ما يصدر عن وزارة الصحة لا يُخلّف أثرا على الواقع، مُحيلا على واقعتي الاعتداء اللتين استهدفتا أطر مستشفى الأطفال السويسي خلال الأسبوعين الأخيرين، وقال: "وزير الصحة كان علم بواقعة اعتداء زوجة البرلماني على الحارس العام، ولكن ما دارْ تّا حاجة". وحسب المحتجّين، فإنَّ مستشفى الأطفال "السويسي" يعرفُ مجموعة من الاختلالات، من قبيل "المتاجرة بالأدوية والشواهد الطبية"، حسب تعبيرهم. وقال سمير جابو في هذا الصدد إنَّ كمّيات مهمّة من الأدوية منتهية الصلاحية "وُجدت لدى رئيس مصلحة المستعجلات، لكن لا يعرف مصيرها، بعدما اختفتْ بطريقة غريبة"، مضيفا أنّ "رئيسَ المصلحة ليس متفرّغا للقيام بمهمته، ولا يداوم على الحضور إلى عمله". لكنَّ رئيسَ مصلحة المستعجلات، الطيبي فؤاد، نفى هذه الاتهامات، وقالَ في تصريح لهسبريس إنَّ الحديث عن وجود أدوية منتهية الصلاحية في المصلحة، أوْ عدم استفادة المرضى، "لا أساس له من الصحة"، مشيرا إلى أنَّ "لجنةً سبقَ أنْ حلّتْ بالمستشفى، (إثر مقال نشر في هسبريس)، وقامت بتحرياتها، ولم تجد أيّ اختلالات"، مضيفا: "الفرمصيان ديال المصلحة مفتوحة في وجه الجميع، واللي بغا يجي يشوف يجي". وبخصوص حضوره إلى عمله قال الطيبي: "أنا أوّل من يحضر إلى المستشفى وآخر من يغادر.. في الأيام العادية أدخل إلى مكتبي على الساعة الثامنة ولا أغادره إلا في الرابعة". ودافع الطيبي عن مصلحة المستعجلات بمستشفى الولادة السويسي، وعن الخدمات التي تُقدّم فيها للمواطنين، قائلا: "مصلحة المستعجلات هي التي يُجرى فيها، ربما، أكبر عدد من العمليات الجراحية في المستشفى كله". من جهة أخرى، طالبت الأطر الصحية العاملة في المستشفى باحترام كرامتها، وتوفير مناخ مساعد على العمل. وقال سمير جابو في هذا الصدد إنّ هناك "نقصا مهولا في الموارد البشرية"، "وتسلّط بعض رؤساء المصالح، الذين يرفضون الإصلاح"، مضيفا: "كل واحد يعتبر نفسه مديرَ المستشفى، وهناك ارتجالية كبيرة.. والإدارة نائمة وما عندها سوق فهادشي، واللي كاياكل الدق هوما الأطر الصحية".