اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الأربعاء، على الخصوص، بمواصلة المشاورات السياسية حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المقترحة في تونس، والأزمة الاقتصادية في الجزائر. ففي تونس، توقفت الصحف المحلية عند اللقاء المرتقب اليوم الأربعاء بقصر "قرطاج" بين الرئيس التونسي ومختلف الأحزاب التونسية حول "خارطة طريق" تهم عمل حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة. في هذا الصدد، كتبت صحيفة (الصباح) في صفحتها الوطنية، أنه من المنتظر أن تنطلق اليوم بقصر "قرطاج" المشاورات الفعلية بشأن مقترح رئيس الجمهورية الداعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مضيفة أن حوار اليوم ، الذي ستحضره 10 أحزاب من الائتلاف الحكومي والمعارضة إضافة إلى المركزية النقابية والباطرونا، سيبحث "خارطة طريق" اقترحتها رئاسة الجمهورية في هذا المجال. من جهتها، وصفت صحيفة (الشروق) هذا الاجتماع المرتقب ب"الهام والحاسم" في مسار المشاورات السياسية حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مشيرة إلى أن "خارطة الطريق" ، التي تم إعدادها بناء على مقترحات الأطراف المشاركة، تتضمن خمسة محاور ، تتعلق ب"الإرهاب ، والفساد ، والتنمية والشباب، والجماعات المحلية، والإدارة والإجراءات". في سياق متصل ، أشارت صحيفة (المغرب) إلى أن الهيئة السياسية للحزب الحاكم "نداء تونس" أطلقت حوارا داخليا حول هذه الخارطة ، وذلك بهدف صياغة تصور الحزب لبرنامج عمل الحكومة القادمة بالاستئناس بآراء عدد من الخبراء. وتحت عنوان "مشاورات حكومة الوحدة الوطنية: هل يخلص اجتماع اليوم إلى مقترحات عملية لتنفيذ الأولويات والاتفاق على خارطة الطريق؟"، أبرزت صحيفة (الضمير) أنه على الرغم من أن أحزاب الائتلاف الحاكم تدعم مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية إلا أن هناك "خلاف" بين الحزب الحاكم "نداء تونس" الذي يرى ضرورة "تكليف شخصية جديدة لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية على أساس أن يكون من بين أعضاء الحزب" ، في حين لم تعبر "حركة النهضة" (أول قوة برلمانية بعد الانشقاق الذي حصل في الحزب الحاكم نداء تونس) عن تخليها عن الحبيب الصيد رئيس الحكومة الحالي. في المقابل أشارت الصحيفة إلى أن أحزاب المعارضة رغم إعلانها دعم مبادرة الرئيس إلا أنها دعت إلى عدم تشكيل الحكومة المنتظرة على أساس "محاصصة حزبية، مع ضرورة ضبط الأولويات والبرامج لتجاوز الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدني". في نفس الاتجاه، وتحت عنوان " اليسار يحسم أمره.. ويتفاوض موحدا: حوار ممكن حول حكومة مستحيلة"، كتبت صحيفة (الصحافة) أن أحزاب المعارضة توحدت ميدانيا تحت سقف لقاء "الأحزاب التقدمية والديمقراطية"، مشيرة إلى أن " المنطق السياسي يفيد بأن اليسار لن يشارك مطلقا في حكومة بلا برنامج لأحزاب بلا بوصلة". وفي الجزائر، واصلت الصحف تناولها للأزمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد ، حيث وصفت التدابير التي اتخذتها الحكومة للتعامل مع الأزمة المالية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط بالفاشلة. في هذا السياق، أشارت صحيفة (الوطن) إلى المحاولتين الأخيرتين -الاقتراض الإلزامي ورسملة أموال القطاع غير المنظم- اللذان تعرضا للفشل في الوقت الذي تم تقديمهما على أنهما "إجراءان ثوريان". وقالت الصحيفة إن هذه "التدابير لم تخلق حالة حماس داخل المجتمع الجزائري أو داخل النسيج الاقتصادي الوطني"، مبرزة أن " الجزائر تحتاج أولا وقبل كل شيء إلى إصلاحات كبرى تطال المجالات السياسية والاقتصادية. فالحلول المالية لا يمكن أن تكون إلا عامل دعم ". وحذرت الصحيفة قائلة " الوقت يضغط ، والأزمة تتعمق أكثر فأكثر، والقطاع الإنتاجي، في القطاعين العام والخاص، في أزمة نتيجة لنقص الأموال ، والمستثمرون المحليون والأجانب لا يطرقون الأبواب، والحاجة تتنامى في سياق تجدد بروز مظاهر الفقر وحالات اليأس ومحاولات اللجوء إلى العنف "، مشيرة إلى ظاهرة البطالة التي تمس مئات الآلاف من الشباب الذين يدخلون سوق العمل في حين ترتفع المعدلات الديموغرافية بشكل ملحوظ". من جهتها أكدت صحيفة ( لوتو دالجيري) أن انخفاض الإيرادات النفطية والغاز يزيد من الصعوبات التي تواجهها شركة "سوناطراك" في مجال الاستثمار، خصوصا في ما يتعلق بالتكرير. وأكدت الصحيفة أن برنامج "سوناطراك" لتثبيت أربع مصاف في جميع أنحاء البلاد مهدد بالفشل ، نظرا للانخفاض في الإيرادات ، مما يطرح ضرورة مراجعة مخططاتها الاستثمارية، مذكرة بقرار "سوناطراك" إطلاق طلبات عروض دولية لاستيراد 300 طن من الكازوال و390 ألف طن من البنزين لشهري يوليوز وغشت. من جهة ثانية توقفت الصحف المحلية عند قرار الحكومة تعديل نظام التقاعد. وفي هذا الصدد ، وتحت عنوان "في حال تمسكت الحكومة بقرارها: إلغاء التقاعد النسبي ينذر بدخول اجتماعي ساخن"، كتبت صحيفة (الفجر) أن رئيس "النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين" صادق دزيري كشف عن عقد اجتماع بين النقابات الممثلة لمختلف القطاعات، للحوار والتشاور حول ملف إلغاء التقاعد النسبي بعد الاجتماع الذي ضم 13 نقابة، مضيفة أنه "بلهجة صريحة أكد أنه في حال تمسك الحكومة بقرارها سيكون الدخول الاجتماعي المقبل ساخنا ومسبوقا بوقفات احتجاجية وإضرابات وطنية". من جهتها كتبت صحيفة (البلاد) أن النقابات المستقلة، حذرت من دخول اجتماعي ساخن بعد قرار الحكومة بإلغاء التقاعد النسبي، معلنة عن اجتماع يوم 25 يونيو لمناقشة الآليات الكفيلة التي تحافظ على مكتسبات العمال. ونقلت الصحيفة عن أحد الخبراء الاقتصاديين قوله " أن ما يزيد عن نصف مليون من العمال استفادوا من التقاعد النسبي، وأن الحكومة لجأت إلى هذا النوع من القرارات حتى تستدرك 1 في المائة من الجباية البترولية الضائعة التي كانت تدعم بها صناديق التقاعد"، مشيرا إلى أن الحكومة " فشلت في حلولها التي جعلت العامل يدفع ثمنها".