في مشهد إنساني مؤثر، ظهر والد الشاب عزيز، الذي أقدم قبل أيام قليلة على اعتراض سيارة الملك محمد السادس في أحد شوارع الرباط، راقدا في فراش ببيته، والكلمات تخرج من فيه بصعوبة بالغة، موضحا أنه مشلول ولا يغادر سريره، وأن ابنه هو من يغير "حفاظاته" ويشتري له الدواء. وقال والد معترض سيارة الملك الحمراء الجديدة، في مقطع "فيديو" بثه الناشط الجمعوي عبد العالي الرامي على موقع "يوتوب"، إنه رجل مسن يبلغ من العمر 89 عاما، وإن ابنه عزيز هو من يتكلف بعلاجه وتدليك جسده، على اعتبار أنه "زحاف"، وفق تعبيره، ملتمسا من العاهل المغربي العفو عنه. وأضاف والد الشاب، الذي يتواجد رهن الاعتقال الاحتياطي بعد واقعة اعتراض سيارة الملك ذات السقف المكشوف ورمي طلب مساعدة داخلها، أنه مريض بتلوث في دمه، وأن ابنه المعتقل هو من يقوم بالعناية به، وشراء الأدوية التي يحتاجها، ويغير له ملابسه، لعجزه عن فعل ذلك بنفسه. من جانبها، أفادت شقيقة معترض سيارة الجالس على عرش المملكة، والذي ولى هاربا بعد رمي رسالته الاستعطافية داخل سيارة الملك، وهو لا يلوي على شيء، قبل أن تمتد إليه أيادي حراس العاهل المغربي، بأن عزيز شاب طيب، ولم يقصد المخاطرة بحياة أحد، وإنما كان مدفوعا بظروفه الاجتماعية والمهنية العسيرة. شقيقة الشاب الموقوف قالت إنه من يتكلف بمصاريف والده المقعد، الذي يحتاج إلى أدوية و"حفّاظات"، موردة أنه اعترض سيارة الملك من أجل أن يطلب منه ترسيمه في مصالح الإنعاش الوطني، حيث يشتغل منذ مدة، خاصة بعد أن سمع بأنه تم ترسيم عدد من العاملين في القطاع. وجوابا على سؤال يتعلق بأسباب إقدام عزيز على فعلته تلك، قالت شقيقته إنه لم يجد بدا من التقدم إلى الملك محمد السادس حتى ينتشله من وضعيته الاجتماعية والاقتصادية المزرية، خاصة أن والده يحتضر ببطء كل يوم. وحول ما رماه الشاب داخل سيارة الملك، أوردت شقيقة عزيز أن أخاها قدم للعاهل المغربي بطاقة تعريفه الوطنية، قبل أن يطلق ساقيه للريح، وهو الموقف الذي سوغته ب"الدهشة" من هيبة الملك، خاصة أنها أول مرة يشاهده عن قرب. واتفقت شقيقة معترض سيارة الملك مع والدها في التماس العفو عن عزيز، وإطلاق سراحه، والعطف على أحواله، في خضم ما يعانيه من أوضاع اجتماعية صعبة، سببها عدم استقراره في عمله، بعدما التمس الوالد المسن من الملك أن يعمل على إرجاع ابنه إلى عمله، شفقة على حالته الصحية.