يشكل شهر رمضان فرصة لساكنة وزان للتزين بأفضل ما جادت به أنامل الصانع التقليدي الوزاني. فرغم إغراءات المنتجات ومختلف أنواع الملابس العصرية التي تغص بها المحلات التجارية، إلا أن المواطن بالمدينة الجبلية لا يزال مرتبطا بلباسه الأصيل الذي ورثه أبا عن جد، وظل متمسكا بهذا النمط التقليدي في اللباس الذي يشكل بالنسبة إليه رمزا للشهامة والافتخار، ولا يفارقه أينما حل وحيثما ارتحل، لاسيما في المناسبات الدينية والوطنية. وفي هذا الإطار، قال خالد لعبودي، مدير شركة إنتاج، إن الجلباب يجسد ارتباط ساكنة مدينة وزان بهويتها وخصوصيتها السوسيو- ثقافية، لما يتميز به هذا اللباس عن نظيره بالجهة الشمالية للمملكة، سواء من حيث نوعية الثوب (الخرقة) أو الزركشة (الزواقة) التي تتميز بها دار الضمانة عن باقي جهات المغرب. وأضاف المتحدث، ضمن تصريح لهسبريس، أن اللباس التقليدي المحلي شكل، ولا يزال، المورد الاقتصادي لغالبية العائلات الوزانية التي تعول أسرها من مدخول الصوف؛ حيت إن المرأة الوزانية كانت دائما تساعد أسرتها عن طريق صناعة الصوف عبر مختلف مراحله قبل وصول "الكزة " إلى يد الصانع الوزاني. ويعتبر شهر رمضان فترة ذروة بيع الملابس التقليدية بحي الملاح؛ إذ تتزايد أفواج الراغبين في اقتناء الجلباب التقليدي المحلي بمختلف أنواعه، سواء "بو حبة غليظة ورقيقة"، أو "المحربلة" باعتبارها الأجود، أو "الشخم" وهو النوع الذي تنفرد به مدينة وزان من حيث الزركشة عن باقي المناطق ويعرف رواجا خلال شهر رمضان. ولم تعد خياطة "الجلابة بوزان تقتصر على نوع أو نوعين، بل توجد عشرات الأشكال من الخياطة والطرز بفضل إبداع واجتهاد الصانع ورغبة الزبون"، يقول لعبودي، مضيفا: "تختلف أنواع الجلابة باختلاف جودة الثوب ونوع الخياطة والزركشة المستعملة في صناعتها"، ويعرف شهر رمضان ارتفاعا نسبيا في أثمنة الجلباب المحلي نظرا للإقبال الذي يشكل فرصة للعاملين في القطاع لجني دراهم تعوضهم عن شهور الركود.