نظم إداريون وتربويون عاملون بالثانوية التأهيلية المحاميد 7، بمقاطعة المنارة التابعة للمديرية الإقليمية لمراكش، الاثنين، مساندين بفعاليات من المجتمع المدني وحقوقيين، وجمعيتي مديري التعليم الابتدائي والثانوي وآباء وأولياء التلاميذ، وقفة احتجاجية، "تنديدا بانتهاك حرمة المؤسسة"، حسب تعبيرهم. المحتجون نددوا بما وصفوه ب"اقتحام" المؤسسة التعليمية العمومية من طرف مستشار جماعي خلال إجراء الامتحان الوطني للباكالوريا، مطالبين بحماية المدرسة التعليمية العمومية، ومشيرين إلى "أن كل مؤسسات الدولة تتمتع بحرمتها باستثناء تلك التي تنتمي إلى قطاع التربية والتكوين"، على حد قولهم. محمد جنان، مدير الثانوية التأهيلية المحاميد 7، أوضح لهسبريس أن "النائب الرابع لرئيس مقاطعة سيدي يوسف بن علي، عبد اللطيف عطارد، وهو أب تلميذة مرشحة لاجتياز امتحان الباكالوريا، اقتحم المؤسسة المذكورة مساء اليوم الأخير من الاستحقاق الوطني". وأضاف المتحدث ذاته أن "المستشار الجماعي تحدى واعتدى على رجل أمن وعنصر من القوات المساعدة بباب الثانوية"، موردا: "التقيت عطارد وأخبرته بعدم قانونية دخوله، لكنه دفعني واقتحم القاعة حيث توجد ابنته". "الحدث وقع لحظة جمع أوراق المرشحين، فقام ناظر الثانوية بمحاصرة المقتحم حتى تمكنت من تأمين أوراق الامتحان وإخراجها من القاعة، ولو لا ذلك لتعرضت للإتلاف"، يقول رئيس مركز الامتحان. وأكد جنان أن "التلميذة إذا تعرضت لأي مضاعفات صحية فليس من حق أبيها دخول المؤسسة، لأن إداراتها حينها ستقوم بواجبها، من خلال استدعاء سيارة الإسعاف لنقلها إلى المستشفى واستدعاء ولي أمرها"، حسب تعبيره. في المقابل نفى عبد اللطيف عطارد بشكل مطلق كل ما سبق، مؤكدا أنه كان يوم الخميس الماضي مع الساعة الخامسة بعد الزوال ينتظر كعادته خروج ابنته التي كانت تجتاز امتحان الباكلوريا، وفجأة، يضيف: "أخبرني بعض التلاميذ أنها أغمي عليها". وأورد المستشار الجماعي نفسه، في تصريح لهسبريس، أنه دخل المؤسسة فعلا، لكن دون وعي، ولم يمنعه لا رجل الأمن ولا عنصر القوات المساعدة اللذان كانا بباب الثانوية، "التي لا توجد بها أي لافتة تشير إلى عدم جواز دخول الغرباء خلال الامتحانات الوطنية"، على حد قوله. "بعد دخولي إلى المؤسسة التقيت شخصا لا يحمل أي شيء يحدد هويته، فحاولت أن أوضح له دواعي حضوري، لكنه تجنبني وسار بعيدا"، يقول عطارد، مضيفا: "لحظتها، التقيت صديقا لي يعمل كمدرس بالمؤسسة ذاتها، فحاول مصاحبتي إلى القسم الذي توجد به ابنتي، لكن المدير منعه". "سمعت صوت ابنتي وهي تتألم فأسرعت إلى دخول القسم، الذي لم يكن به أي إطار تربوي ولا أوراق، سوى ابنتي التي كانت في حاجة إلى الإسعاف، ما دفعني إلى تحمليهم مسؤولية عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر؛ وهو ما دفع مدير المحاميد 7 وبعض أطرها إلى التصعيد ضدي"، يقول عطارد.