يصل اليوم الجمعة قادما من إحدى المصحات في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث توفي يوم الثلاثاء الماضي، بعد مرض عضال طال جهازه الرئوي، جثمان محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى مخيمات تندوف، فيما يُدفن صباح غد السبت في منطقة "بئر الحلو". وتقع "بير لحلو" ضمن الحدود الترابية للمغرب شرق الجدار الأمني الذي شيدته المملكة بالصحراء، وجنوب موقع المحبس على الحدود المغربية الموريتانية، وهي منطقة عازلة ترعاها منظمة الأممالمتحدة، لكن البوليساريو بسطت تواجدها هناك، فيما يطالب المغرب بإخلائها من الانفصاليين. وبحسب الأذرع الإعلامية لجبهة البوليساريو، فإن جثمان عبد العزيز يصل بعد زوال اليوم الجمعة إلى مخيمات تندوف، وفيها يتم تنظيم ما سمته "جنازة عسكرية" كبيرة تليق بمن نعتته بالشهيد، حيث ستعرض جثمانه لمن يرغب في إلقاء النظرة الأخيرة عليه، قبل إيوائه الثرى غدا السبت. وقسمت الجبهة الانفصالية تشييع جثمان عبد العزيز إلى مراحل، وفق الأمين العام المؤقت خطري آدوه، أولاها مرور موكب الجنازة عبر مخيمات تندوف، وثانيها تلقي التعازي من طرف المعزين، ومن بينهم بضعة ناشطين مغاربة مناصرين للانفصال، والثالثة تشييع الجنازة ودفن الجثمان في "بئر لحلو". وأوردت قيادة الجبهة أن الموكب الجنائزي لعبد العزيز سينقل برا إلى قرية "بير لحلو"، التي تصفها بالمنطقة المحررة، وذلك ضمن "جنازة عسكرية" قالت إنها تليق بمقام الفقيد الذي خاض طيلة أربعة عقود حربا ضد الوحدة الترابية للمملكة، وهي الجنازة التي سيقودها المدعو وزير الدفاع بالجمهورية الصحراوية الوهمية. خطري أدوه أكد في تصريحات صحفية على أن كل الاحتياطات والتدابير التنظيمية والأمنية قد اتخذت لتشييع جنازة من سماه "الزعيم الشهيد"، مشيدا ببطولته في الميدان، وفي خوض المعارك العسكرية، كما في واجهات أخرى سياسية ودبلوماسية وتنظيمية ومؤسساتية" وفق تعبيره. واحتفت المنابر الانفصالية خاصة بمشاركة وفد حكومي قالت إنه سيصل من موريتانيا برئاسة وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصيل، أحمد ولد أهل داوو، ووالى تيرس زمور، الواقعة في شمال موريتانيا، وبعض المسؤولين الأمنيين، من أجل المشاركة في تشييع جنازة عبد العزيز. وكن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، قد أرسل برقية تعزية يوم الأربعاء الماضي، إلى جبهة البوليساريو، عبر فيها عن حزنه لرحيل "كبير الانفصاليين"، كما عبر حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم بموريتانيا عن مشاعر التضامن في هذا الظرف الخاص من تاريخ الشعب الصحراوي الشقيق".