بعد مسيرة عمل طويلة استمرت 17 عاما تفتتح سويسرا اليوم أكبر وأعمق نفق في العالم يربط بين شمال وجنوب أوروبا ويجتاز قلب جبال الألب. وتعين على المهندسين الحفر عبر 73 نوعا من الصخور منها الصلب كالجرانيت لانجاز النفق. تفتتح سويسرا أطول وأعمق نفق للسكك الحديدية في العالم يجتاز قلب جبال الألب اليوم الأربعاء (1 يونيو 2016) في أعجوبة هندسية تمثل رمزا للوحدة الأوروبية في وقت يتزايد فيه الانقسام. والعمل على إنشاء نفق غوتهارد البالغ طوله 57.1 كيلومتر استغرق 17 عاما وصمم النفق لكي يستمر قرنا في إطار مشروع بنية تحتية تكلفته 23 مليار فرنك سويسري لتسريع نقل الركاب والبضائع بالسكك الحديدية أسفل سلسلة الجبال التي تفصل بين شمال وجنوب أوروبا. ووصف مدير مكتب النقل الاتحادي بيتر فيغليستالر المشروع بأنه "رائع من حيث التوقيت والتكلفة والسياسات" في الوقت المحدد وفي إطار الميزانية. وسوف تنقل القطارات الفائقة السرعة الركاب في 17 دقيقة عبر ممر كان يستغرق أياما حتى افتتح أول نفق للسكك الحديدية في جبال الألب عام 1882. وسوف يجتاز 260 قطار بضائع و65 قطار ركاب النفق المزدوج يوميا فور أن تنتهي الاختبارات الأولية في وقت لاحق من هذا العام. وينظم السويسريون المولعون بالسكك الحديدية احتفالا بهذا الحدث يضم قادة كل الدول المجاورة في استعراض للتضامن الأوروبي. وقال فيغليستالر عن الولع السويسري بالمآثر الهندسية الكبيرة "إنه مجرد جزء من الهوية السويسرية. فبالنسبة لنا غزو جبال الألب يعد مماثلا للاستكشاف الهولندي للمحيطات." ويقع النفق على امتداد الخط الرئيسي للسكك الحديدية لأوروبا الذي يربط موانئ روتردام في الشمال بجنوة في الجنوب ويمر النفق عبر الجبال لمسافة تبلغ نحو 2.3 كيلومتر تحت ضوء النهار وعبر صخور تصل درجة حرارتها إلى 46 درجة مئوية. وتعين على المهندسين الحفر عبر 73 نوعا من الصخور منها الصلب كالجرانيت وبعضها في نعومة السكر. وتوفي ثمانية عمال خلال عمليات الحفر. ودعم الناخبون السويسريون المشروع الضخم في سلسلة من الاستفتاءات الملزمة أجريت في التسعينات. وسيكون أول من يسافر في هذا النفق خلال الافتتاح الرسمي 500 فائز محظوظ إلى جانب ضيوف اختيروا من بين 130 ألفا دخلوا مسابقة يانصيب لرحلة الافتتاح. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية