مباشرة بعد أشغال المؤتمر الوطني لحزب الحركة الشعبية، الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي، برز للعلن صراع بين محمد مبديع، الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية، ولحسن حداد، وزير السياحة. فبعدما أعلن هذا الأخير نيته الترشح في دائرة خريبكة خلال الانتخابات التشريعية القادمة، وتم ترشيحه، أيضا، من طرف جمعية منتخبي حزب الحركة الشعبية بخريبكة ووادي زم، رفض محمد مبديع، المنسق الجهوي للحزب بجهة بني ملال- خنيفرة، ذلك واعتبر الأمر خارج ضوابط الحزب. حداد قال، في تصريح لهسبريس، إن الحزب يضمن لكل من يود دعم مرشح معين الحق في ذلك؛ "فالأمين العام نفسه للحزب أكد أن الدعم أو الترشيحات من طرف القاعدة لمرشح معين شيء مرحب به، لكن الحسم يكون للجنة الوطنية والمكتب السياسي. فالديمقراطية تكفل لكل شخص أن يقترح ما بدا له مناسبا والقيادة هي التي تزكي"، بتعبير القيادي في الحركة الشعبية. "أنا كذلك منسق جهة الدارالبيضاء- السطات، كما هو (مبديع) منسق جهة بني ملال- خنيفرة، توصلت بالعديد من المقترحات، وفتحت بابي للجميع، وسأعمل على أن أضمِّن المقترحات في التقرير الذي سأقدمه للحزب"، يضيف حداد الذي عاتب مبديع لأنه "لم يكن محايدا، وخلق زوبعة من لاشيء، وقام بإنزال حوالي 300 إلى 400 شخص في أشغال المجلس الوطني للحزب. فإذا كان مبديع قيادي فعلا فعليه أن يستمع إلى جميع الآراء وجميع الاقتراحات على أساس أن تقرر الجهات المعنية"، بحسب المتحدث نفسه الذي أضاف: "إذا كان لديه مشكل معي أو تخوف مني، ما عليه إلا أن يعلن عن ذلك لكي نعرف الأسباب التي لم تجعله يلتزم بالحياد". من جهته اعتبر محمد مبديع أن الخطاب يجب أن يكون واضحا، ف"أنا بصفتي منسق للحركة الشعبية بجهة بني ملال- خنفيرة، أقول إنه يجب اعتماد الديمقراطية والشفافية والاحتكام إلى مؤسسات الحزب". القيادي داخل حزب "السنبلة" أوضح، خلال تصريحه لهسبريس، أنه لا يعترض على ترشيح أي كان، بل يحرص فقط على تطبيق القانون الداخلي للحزب في إطار من الحياد وتساوي الفرص، "مقاييس الترشح لم توضع إلا مؤخرا بالمجلس الوطني، وتأتي جهة لا علاقة لها بالحزب (في إشارة لجمعية منتخبي حزب الحركة الشعبية بخريبكة ووادي زم)، تعلن ترشيح اسم ما، في حين إن الحزب له هيئاته وتنظيماته وضوابطه وكذلك مقاييسه التي اعتمدها في الأخير، وبالتالي لا يمكن أن نبخس عمل المؤسسات من خلال هذه التصرفات". المتحدث ذاته أوضح أنه ليس ضد القواعد، "ولكن يجب أن تمتثل لضوابط الحزب، وبالتالي ما يقع خارج مؤسسات الحزب لا يلزمنا، ويجب أن نحاربه لأنه يمس بالحزب ويبخس عمل مؤسساته". ورغم أن حداد برر ترشيح اسمه من طرف الجمعية المعنية بكونه شيء مرحب به داخل الحزب، مادام الأمين العام للسنبلة يرحب بمقترحات القواعد على أساس أن تصادق على ذلك مؤسسات الحزب، فإن مبديع أكد أنه "لا يجب أن نجعل من أنفسنا أبطالا، فحداد مثله مثل جميع المناضلين، الجميع يخضع للآليات الديمقراطية للحزب وقد تم تحديدها مؤخرا فيما يخص الترشح، وما على حداد، أو غيره، سوى الانضباط لها"، مضيفا أن حرصه على احترام الضوابط داخل الحزب يدخل ضمن نقاش عادي وتنبيه إلى احترام ضوابط الحزب، "ومن يعتبره موجها إلى شخص معين، فهذا شيء غير وارد وغير واقعي". * صحافي متدرب