شدد سعيد خالد الحسن، الأمين العام ل"مُؤتمر نصرة القدس" وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، على أن تحرير القدس لم يبدأ مع عز الدين القسّام، بل بَدأ قبل أزيد من نصف قرن مع مُقاومة الاستعمار في كل الدول العربية والإسلامية، موضحا، خلال مشاركته في مهرجان خطابي وفني نظمته المبادرة المغربية للدعم والنصرة لإطلاق حملة "من أجل نصرة الأقصى"، أنه انطلق مع عمر المختار في ليبيا، ومحمد بن عبد الكريم الخطابي في المغرب، مرورا بالمسيرة الخضراء لتحرير الأقاليم الجنوبية، وانتهاء ب"الربيع العربي" حيث عبرت فيه الشعوب عن رفضها لأي تبعية أو تجزئة. وفي هذا السياق، حدد الحسن خمسة مداخل للتأثير لدعم قضية نصرة القدس؛ أولها توعية المجتمعات العربية والإسلامية بالقضية لتُؤمن بأنها تشكل حجر الزاوية في هويتها. أما المَدْخل الثاني، فيتمثل في "تَعْزيز صمود فلسطينيي الداخل، ليتمسكوا بديارهم، ويَمكثوا في أرضهم، مهما بلغت وحشية مَجَازر الكيان الصهيوني، لأن أي خروج من الأرض ليس في صالح القضية". والمدخل الثالث لدعم القضية، فتعبر عنه، وفق الحسن، "المُقاطعة الاقتصادية والأكاديمية، التي تُزعج العدو الصهيوني وتفضحه أمام الرأي العالمي؛ حيث ينكشف وجهه الإجرامي الدموي"، في حين يتمثل المدخل الرابع في "التواصل مع فلسطيني الانتفاضة وفلسطينيي الشتات، وتعزيز التواصل معهم"، مُنوها بمجهودات نعيمة بن إدريس، الباحثة المغربية المقيمة بكندا، والتي كانت وراء مبادرة تنفيذ زيارة الأديب الفلسطيني سميح مسعود إلى المغرب، ولقائه بمجموعة من الباحثين المغاربة ب"مركز خالد الحسن" بالرباط للتواصل. أما المدخل الخامس، فيدعو فيه الحسن إلى "وحدة الصف الفلسطيني"، مشيرا إلى أنه "ليس بالضرورة التوحيد بين فتح وحماس، بل توحدي صفوف جَميع المؤمنين بمُقاومة العدو الصهيوني". ومن جانبه، استند عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، في مُداخلته بالموعد عينه، إلى مجموعة من الأرقام الصادرة عن المركز الفلسطيني للإحصاء، ليقف عند فداحة الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، ومن مظاهرها تشريد أزيد من 800 ألف فلسطيني، والاستيلاء على أزيد من 85 بالمائة من فلسطين، وسقوط 2240 شهيدا خلال سنة 2014. وعقب استعراضه لأرقام أخرى، تَساءل الشيخي: "أليست هذه نكبة؟ ألا يَستحق هذا الشعب التضامن معه إنسانيا قبل أي حديث عن التضامن العربي الإسلامي؟"، وبعدما استنكر دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني، قال الشيخي: "من يُساعد الصهاينة لا يستحق شرف بلد مثل المغرب". وعكس ما كان يقال بأن "تحرير فلسطين من شأنه تحرير الأمة العربية الإسلامية لأجزاء مستعمرة من أراضيها"، يقول الشيخي: "استقلال قراراتنا وتحررنا هو السبيل لتحرير فلسطين"، مُشيرا إلى استهداف المغرب في قضية وحدته الترابية وتهديده بالتقسيم، مشددا على أن "الوقوف في وجه هذه المؤامرات دعم لنا ولإخواننا في فلسطين". وعن الهزيمة التي لحقت بالعرب والمسلمين في هذه القضية، يقول رئيس حركة التوحيد والإصلاح: "التي انهزمت هي الأنظمة وليست الشعوب، والدليل هو استمرار جذوة المقاومة الفلسطينية في الاشتعال، والصمود في وجه كل محاولات الاقتلاع، مع تواصل التضامن العربي الإسلامي"، مُضيفا: "قد يتم هدم البيوت وأحيانا المقدسات، ولكن إرادة الشعوب ستظل صامدة في وجه أي عدوان، وهذا ما يقض راحة الذين يخططون لتقسيمنا إلى دويلات وزرع كيان غريب عن أمتنا في أرضنا". من جهته، دَعَا مُحَمد بولوز، الباحث في العلوم الشرعية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى عَدَم نسيان قضية القدس، وجعلها في صدارة اهتمامات المسلمين، لارتباطها بمعراج رسول الإسلام؛ حيث تم فرض الصلاة في السماء، وعليه، يتوجب، يقول بولوز، "استحضار قضية القدس في كل صلاة، وأي تضييع لها تضييع للقضية"، مُهيبا بالعلماء بأن يكونوا في طليعة المُدافعين عن القدس الشريف، فمهما انشغلوا بجراحات الأمة العربية والإسلامية الكثيرة، يجب أن يؤمنوا بالانتصار على كيان الصهاينة ..".