أسهبت الصحف، الصادرة بأمريكا الجنوبية، في تناول عدد من المواضيع، في مقدمتها توجيه تهمة الإضرار بالمال العام للرئيسة الأرجنتينية السابقة كريستينا دي كيرشنر، والتطورات السياسية بالبرازيل، وكذا زيارة الرئيسة الشيلية ميشيل باشليت إلى بريطانيا، على رأس وفد وزاري، في إطار جولة أوروبية. فبالأرجنتين، أفردت الصحف المحلية حيزا هاما من صفحاتها، على الخصوص، لقرار القضاء الفيدرالي الذي وجه، أمس، تهمة الإضرار بالمال العام للرئيسة السابقة كريستينا دي كيرشنر، بسبب عملية مضاربة في أسعار صرف العملات أجراها البنك المركزي الأرجنتيني في الأشهر الأخيرة من عهدها (2007-2015)، وأيضا لارتفاع عدد جرائم القتل خلال محاولات للسرقة بمحافظة بوينوس أيرس. فتحت عنوان "توجيه التهمة لكريستينا بسبب تلاعبات بالدولار"، أوردت يومية (كلارين) أن القاضي الفيدرالي كلاوديو بوناديو، المكلف بالتحقيق في الملف، اعتبر، في قراره، أنه "من الواضح أن الرئيسة أصدرت آنذاك توجيهات، تم إعدادها على الأرجح بصورة مشتركة، إلى وزير الاقتصاد من أجل إجراء هذه العملية المالية"، التي تعرف محليا بقضية العقود الآجلة. وأضافت أن القاضي بوناديو أمر أيضا، في القرار الذي نشره على الموقع الإلكتروني للمحكمة العليا الأرجنتينية، بتجميد 15 مليون بيسو أرجنتيني (نحو مليون دولار) من أموال الرئيسة السابقة، كما اتخذ الإجراءات نفسها، أي توجيه التهمة وتجميد الأموال، في حق كل من وزير الاقتصاد السابق إكسيل كيسيلوف، والرئيس السابق للبنك المركزي، أليخاندرو فانولي، و12 عضوا سابقا في مجلس إدارة البنك. ومن جهتها، كتبت (لاناسيون) تحت عنوان "بوناديو يعتبر أن كريستينا هي المسؤول البديهي عن بيع العقود الآجلة للدولار"، أن القاضي الفيدرالي لم يقدم أدلة مادية على اتهامه، ولكن أكد بالمقابل أن العملية لم تكن لتتم لو لم يكن هناك تنسيق مع الرئيسة الأرجنتينية آنذاك، مذكرة، في الوقت ذاته، بأن البنك المركزي مستقل، بموجب القانون، في اتخاذ قراراته. وفي موضوع آخر، توقفت الصحف الأرجنتينية عند موجة الاستنكار التي خلفها مقتل لاعب نادي نويبا شيكاغو، الممارس بالدرجة الأولى من الدوري الأرجنتيني، رودريغو إسبيندولا، في وقت متأخر من مساء يوم الخميس، بعد إصابته برصاصة قاتلة خلال تعرضه لمحاولة سرقة أمام منزله بمدينة مونتي غارندي، جنوب محافظة بوينوس أيرس. ونبهت الصحيفة ذاتها، في هذا الصدد، إلى ارتفاع عدد قتلى مثل هذه الجرائم بمحافظة بوينوس أيرس، بعد هذا الحادث، إلى 49 حالة قتل منذ مطلع السنة الجارية، أغلبها تمت إثر محاولة الضحايا الدفاع عن أنفسهم، مطالبة بتعزيز التدابير الأمنية لمحاربة العنف والجريمة بشكل عام. وفي البرازيل، شكلت الخطوط العريضة لسياسة حكومة الرئيس المؤقت، ميشال تامر، لإنعاش الاقتصاد البرازيلي ومناورات الرئيس السابق لمجلس النواب، إدواردو كونيا، من أجل الإبقاء على خليفته المؤقت، فالدير مارانياو، الذي حاول إلغاء إجراء تعليق مهام الرئيسة، ديلما روسيف، في منصبه، أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف المحلية. وكتبت يومية (فوليا دي ساو باولو)، في صدر صفحتها الأولى، أن حكومة تامر المؤقتة، ومثلما كان يتوقع الجميع، تعتزم الدفع بعجلة الاقتصاد. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الاقتصاد الجديد، هنريك ميريليس، قال إنه سيقوم بتقييم واقعي للنفقات والمداخيل، ما يعني أنه لا يثق في الحصيلة الموازناتية التي تركتها حكومة الرئيسة اليسارية روسيف. واوردت يومية (جورنال دو برازيل)، من جانبها، أن وزير الاقتصاد الجديد لم يكشف ما إذا كان سيقيم ضرائب "مؤقتة"، لافتا الانتباه إلى أن إصلاح الضمان الاجتماعي يمثل أولوية بالنسبة لحكومة تامر. وسياسيا، ذكرت صحيفة (إستادو دي ساو باولو) أن كونيا، الذي تم مؤخرا تعليق مهامه كرئيس لمجلس النواب من قبل المحكمة الفيدرالية العليا، يقود مفاوضات للإبقاء على فالدير مارانياو على رأس المجلس. واعتبرت الصحيفة أن هذه المناورة تأتي من حقيقة أن كونيا يريد الحفاظ على نفوذه في مجلس النواب، من خلال الإبقاء على مارانياو، الذي حاول تحقيق مفاجأة كبرى بإلغاء مسطرة إقالة الرئيسة روسيف قبل أن يتراجع عن ذلك تحت الضغط. وفي الشيلي، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بزيارة الرئيسة ميشيل باشليت إلى بريطانيا، على رأس وفد وزاري، في إطار جولة أوروبية، قادتها إلى السويد أيضا. وتوقفت الصحيفتان الاقتصاديتان (إل دياريو فينانسييرو) و(إستراتيخيا) عند دعوة الرئيسة باشليت، أمس الجمعة خلال افتتاح "يوم الشيلي" بلندن، رجال الأعمال البريطانيين لاستكشاف فرص الاستثمار في بلادها، لاسيما في مجالات الطاقة والسياحة والتعدين والصناعات الغذائية. وذكرت اليوميتان أن الرئيسة الشيلية قدمت، في كلمة بالمناسبة، نظرة عامة عن الاقتصاد الشيلي والتقدم الذي أحرزته بلادها على مدى السنوات ال25 الماضية، مشيرة الى توقيع اتفاقيات التجارة الحرة مع 64 بلدا، تمثل وجهة لنحو 94 في المائة من الصادرات الشيلية. وأضافت الصحف المحلية أن الرئيسة باشليت، أشارت، مع ذلك، إلى التحديات التي تواجه الاقتصاد الشيلي الذي اعتبرت أنه "لا ينبغي أن يواصل ارتهانه بصادرات المواد الأولية"، مذكرة بالمبادرات التي اتخذتها حكومتها للدفع بالاقتصاد، لاسيما وضع مخطط لتعزيز الإنتاجية والابتكار والنمو الاقتصادي والطاقة. وذكرت الصحف المحلية أيضا بأن زيارة الرئيسة باشليت تميزت بالمحادثات التي أجرتها مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى جانب مشاركتها في مائدة مستديرة حول "المرأة والتنمية".