تصدرت الزيارة الملكية إلى الصين عناوين العديد من المواقع الإخبارية الصينية التي اعتبرتها "تعميق للتعاون الثنائي بين البلدين". وتحدث موقع "شينخوا نت"، التابع لوكالة الأنباء الصينية، في نسخته الفرنسية، عن أن هذه الزيارة، والتي تعتبر الثانية منذ سنة 2002، ما هي إلا تثمين للعلاقة بين البلدين التي تعود رسميا إلى سنة 1958. ولعل حجم المعاملات المالية بين البلدين الذي تجاوز في العام الماضي 3.43 مليارات دولار، بحسب أرقام كشفت عنها السلطات الصينية في وقت سابق، دليل على العلاقة التي تجمع بين البلدين، والتي جعلت من الصين الشريك الاقتصادي الرابع للمملكة. الموقع تحدث بإسهاب عن المكانة الجغرافية للمغرب والموارد البشرية التي يتوفر عليها، فضلا عن شبكة علاقاته المتميزة مع دول المنطقة ومع باقي دول القارة الإفريقية، والتي جعلت منه "بوابة للاستثمارات الصينية بإفريقيا ومفتاحا لها"، كما أن البنية التحتية التي يتوفر عليها المغرب تجعل منه قبلة متميزة للمستثمرين الصينيين، خاصة من خلال التسهيلات التي تقدمها البنوك المغربية بهذا الشأن. وفي هذا الصدد، أكد الموقع أن البنك المركزي الصينى وقّع مع نظيره المغربي على اتفاق لمقايضة العملات بقيمة 1.53 مليار دولار مدته ثلاث سنوات. الموقع لم يغفل الحديث عن الشق السياحي؛ إذ إن البلدين تجمعهما اتفاقية شراكة بهذا الخصوص تم التوقيع عليها خلال الزيارة الملكية السابقة إلى الصين سنة 2002، معتبرا أن المغرب يعد وجهة سياحية مهمة للصينيين، ما سيساهم في دعم المغرب من أجل بلورة تصوره الساعي إلى جلب 100.000 سائح صيني سنة 2020. ولعل قرار الملك القاضي بإلغاء التأشيرة لفائدة المواطنين الصينيين، ابتداء من يونيو المقبل، يصب ضمن تفعيل هذا التوجه. من جهته أكد موقع "CCTV"، التابع للتلفزيون الصيني، أن زيارة الملك محمد السادس، والتي أتت بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، ستساهم بشكل كبير في دعم التصور الصيني من أجل إثراء مقومات ما سمي ب"الحزام والطريق"، وهي المبادرة التي تقودها الصين من أجل دعم التعاون الصيني العربي، تجعل من المغرب عنصرا فاعلا في هذا التوجه بالنظر إلى مكانته في المنطقة، الشيء الذي جعل الملك محمد السادس يبرز استعداد المغرب الانخراط في هذه المبادرة. في حين تحدث موقع "China.org"، الناطق بعدة لغات، عن الزيارة المغربية إلى الصين، خاصة الشق الذي تعلق بالإمضاء على اتفاقيات شراكة وتعاون بين البلدين التي ستوطد العلاقة بينهما في المجالات الصناعية والسياحية والثقافية وكذلك الطاقية والشؤون القضائية والقنصلية، بما يثمن رؤية كلا البلدين لمسار تعاونها المشترك. تجدر الإشارة إلى أن الملك، وبعد الجولة التي قادته إلى دول الخليج، حل، صباح اليوم، بالعاصمة الصينية بيكين، مرفوقا بوفد من الوزراء ورجال الأعمال، وهي الزيارة التي جاءت بناء على دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ. ومن المرتقب أن يتم التوقيع على عدة اتفاقيات من شأنها أن تقرب المسافة بين البلدين. *صحافي متدرب