كشف سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، سان شوزونغ، أن الحكومة الصينية بصدد تشييد معهد "كونفوشيوس" جديد قيد الإنشاء بالمملكة، يُضاف إلى معهدين "كونفوشيوس" آخرين بالمغرب، حاثا على تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، اللذين يتقاسمان تاريخا عريقا وضاربا في القدم". والكونفوشيوسية، حسب تعريفات متطابقة، هي ديانة سكان الصين، وتعود إلى الفيلسوف كونفوشيوس الذي ظهر في القرن السادس قبل الميلاد، حين دعا إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن أجدادهم، وأضاف إليها فلسفته وآراءه في الأخلاق والمعاملات والسلوك القويم. ودعا الدبلوماسي الصيني، في حديث نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة زيارة الملك محمد السادس إلى الصين يوم الأربعاء المقبل، إلى تقوية التعاون بين البلدين اللذين "يتقاسمان تاريخا طويلا من الصداقة"، وأيضا إلى تعميق معرفتهما بمميزات بعضهما البعض. وأشار سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب إلى أن بلاده شرعت في اتخاذ إجراءات لتعزيز التبادل الجامعي والثقافي مع المملكة، وخاصة من خلال تقديم منح دراسية سنويا لفائدة العشرات من الطلبة المغاربة"، مؤكدا أن بلاده "تسعى دوما إلى تقوية هذه المبادلات الثقافية". واعتبر المتحدث أن الزيارة الملكية ستفتح عهدا جديدا في علاقات التعاون بين الرباطوبكين، وستقوي الشراكة الإستراتيجية التي يصبو إليها البلدان، مبرزا أنه ""منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والصين سنة 1958، سعى البلدان إلى الحفاظ على علاقات تعاون وصداقة جيدة". وأكد السفير الصيني "سندشن عهدا جديدا من التعاون الملموس والبراغماتي ليس فقط في المجال السياسي، بل سيتعداه ليشمل أيضا مجالي الاقتصاد والتنمية"، مضيفا أن الثقة المتبادلة التي تميز العلاقات بين بكينوالرباط تشكل "حجر الزاوية للصداقة التي تجمع شعبينا وبلدينا"، باعتبارهما "صديقين وشقيقين وشريكين". وفي المجال الاقتصادي، وتحديدا بشأن الميزان التجاري الذي يصب في صالح الصين، اعتبر السفير أنه "لا يمكن البقاء حبيس عقلية كلاسيكية تركز على الميزان التجاري، ولكن وجب أيضا التركيز على ميزان الأداءات من خلال تضمينه ثلاث عوامل رئيسة وهي الخدمات والسياحة والاستثمارات". وفي هذا الصدد، دعا السفير الصيني مهنيي السياحة بالمغرب إلى الاستفادة من الفرص التي تتيحها السوق السياحية الصينية، وكذا من الإمكانيات الهائلة لهذا السوق الضخمة، علما أن الصينيين ينفقون أكثر خلال فترات إقامتهم بالخارج" وفق تعبير الدبلوماسي الصيني. وبخصوص الاستثمارات الصينية بالمغرب، أشار شوزونغ إلى أن هذه الاستثمارات تغطي أساسا الصيد، والتحويل البلاستيكي، وتركيب الدراجات النارية والمعادن، مضيفا أن 28 مقاولة صينية تشتغل بالمغرب، وتوظف ما يقارب ألف و100 صيني، وثلاثة آلاف مغربي. وأشار إلى أن المغرب يحتل موقعا جغرافيا مهما يجعل منه جسرا بين إفريقيا، وأوروبا والدول العربية، ما يمنحه وضعا خاصا جدا. وعلى هذا الأساس، قال السفير الصيني "سنعمل سويا من أجل التحرك نحو السوق الإفريقية، والتواجد اقتصاديا بالقارة الأوروبية أيضا".