يجتمع خبراء الطاقة والتمويل من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا) ومن أوروبا في مدينة الدارالبيضاء، اليوم الخميس، قصد مناقشة تجربة المغرب في الطاقة الشمسية المركزة (CSP) في إطار تعزيز الطاقات النظيفة. ويستعرض المؤتمر، الذي تشارك في تنظيمه مجموعة البنك الدولي وصندوق التكنولوجيا النظيفة والوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن)، التطورات التكنولوجية العالمية، وتبادل الدروس من إنشاء صناعات محلية مرتبطة بتنمية الطاقة الشمسية المركزة، وحالة المشاريع التي تم تدشينها في إطار الخطة الاستثمارية للطاقة الشمسية المركزة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأكد رئيس مجلس الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) مصطفى الباكوري، أن تطوير الطاقات المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، مستقبل مشترك لبلدان العالم يفرض تعبئة كل الموارد الممكنة. وقال الباكوري، في كلمة له خلال افتتاح أشغال ورشة عمل احتضنتها العاصمة الاقتصادية للمملكة لمناقشة تجربة المغرب في مجال الطاقة الشمسية المركزة بمشاركة خبراء الطاقة والتمويل من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، إن تقاسم التجارب بين الدول التي انخرطت في مشاريع للتنمية الطاقية يمكنه أن يعزز الجهود المبذولة للنهوض بالطاقات المتجددة والتكنولوجيات المرتبطة بها، بغرض التقليص من الكلفة الطاقية، والاستجابة لحاجيات السكان والفاعلين الصناعيين دون استنزاف الموارد الطاقية المتوفرة. وبعد أن أبرز الخطوط العريضة للاستراتيجية الوطنية في مجال الطاقة الشمسية، شدد على أن المغرب مستعد لتقاسم الخبرات التي راكمها في هذا المجال مع باقي بلدان المنطقة، لتطوير مشاريع طاقية ذات جودة عالية وقيمة اقتصادية مضافة، خاصة في مجال الطاقة الشمسية المركزة كتقنية مبتكرة فاعلة في مجال التخزين الطاقي، تمكن من استثمار أفضل للموارد الطاقية المتوفرة بهذه البلدان، وإيجاد بدائل ناجعة للطاقات الأحفورية التي أصبحت ذات كلفة باهضة. من جهته ذكر بيان للبنك الدولي إن محطة "نور" بورزازات ستحول أكثر من 500 ميجاوات من القدرة المركبة إلى الشبكة الموحدة المغربية، وستساهم المحطات الثلاث في خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 800 ألف طن سنويا؛ حيث تدشين خطة الاستثمار في الطاقة الشمسية المركزية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي أول خطة استثمار إقليمية ممولة من صندوق التكنولوجيا النظيفة بتكلفة 750 مليون دولار، لاستغلال موارد الطاقة الشمسية الشاسعة في المنطقة من خلال دعم نشر 1 جيجاواط من قدرات توليد الطاقة الشمسية المركزة. وإلى جانب تبادل الدروس من "نور" ورزازات ومن تنمية الطاقة الشمسية المركزة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دور التمويل العام الميسر، سيتيح المؤتمر فرصة التواصل بين ممثلي الصناعة الدوليين والجهويين. والهدف من ذلك هو مناقشة كيفية تعزيز بيئة مواتية لإنشاء صناعة محلية لمكونات الطاقة الشمسية المركزة والخدمات المرتبطة بمحطات الطاقة الشمسية المركزة. وسيناقش المؤتمر، أيضا، تطبيقات مبتكرة للطاقة الشمسية المركزة، لأغراض مثل تحلية المياه. وبالإضافة إلى التخزين الحراري، فإن الطاقة الشمسية المركزة تحمل إمكانات هائلة بفضل قدرتها على توفير الكهرباء المنتظمة حتى في فترات غياب الشمس. وقدّرت وكالة الطاقة الدولية، مؤخرا، أن ما يصل إلى 11 في المائة من توليد الكهرباء في العالم في عام 2050 يمكن أن يأتي من الطاقة الشمسية المركزة إذا تم توسيع نطاق هذه التكنولوجيا على نحو أكثر فعالية. وهذا ينطبق بشكل خاص على منطقة "مينا" التي تتمتع بسطوع الشمس فترات طويلة ومخزون هائل من الأراضي غير المستغلة والقرب من أسواق دولية تنوي الحد من الانبعاثات؛ مثل أوروبا. ويسعى المغرب، الذي يعد من أكثر الدول ريادة في تطوير الطاقة الشمسية المركزة، إلى الوصول إلى 52 في المائة من القدرة المركبة لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وحصلت الوكالة المغربية، الجهة المسؤولة عن خطة الطاقة المتجددة، على 435 مليون دولار من التمويل الميسر من صندوق التكنولوجيا النظيفة للمحطات الثلاث ل"نور" ورزازات. هذا التمويل ساعد على خفض تكاليف المشروع، وإظهار تطبيق أحدث التقنيات الشمسية في المغرب، وتوفير أكثر من ثلاثة مليارات دولار من مجموعة البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي وصندوق التكنولوجيا النظيفة والوكالة الألمانية للتنمية والوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار والمفوضية الأوروبية.