لم يتردد الخبير الفرنسي في العلاقات الدولية غابرييل بانون في توجيه انتقادات لاذعة للدبلوماسية المغربية، بسبب ما قال: "عدم قدرتها على تصور إمكانية أن يتحوّل صديق اليوم إلى عدو الغد يقف ضد مصالح المغرب الوطنية والجيوستراتيجية، وهي لا تستوعب ذلك بما يكفي". وقال بانون: "ما نلمسه اليوم من وقوف مجموعة من دول العالم أمام مصالح المغرب ومعاداة وحدته الترابية في الصحراء المغربية يستدعي من المغرب التعامل بالكثير من الحذر في علاقاته الدولية". وأضاف الخبير الدولي، الذي كان يتحدث في لقاء حول "الحروب الجديدة والدبلوماسية الجديدة" نظمته "أداليا سكول أوف بيزنيس" مساء اليوم الخميس بالدار البيضاء، أن للمغرب درسا في الموقف الذي اتخذته الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ بحيث "يتوجب على المغرب أن يحذر من التحولات في مواقف الدول الصديقة، بما فيها فرنسا التي يجب أن يحتاط منها كذلك". غابرييل بانون المزداد بالدار البيضاء، لا يعترف بوجود صداقات دائمة في العلاقات بين الدول، مستدلا على ذلك ب"مجموعة من التجارب في هذا المجال، والتي قادتها العديد من القوى العالمية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية في العديد من مناطق العالم"، آخرها "إيران كانت عدو أمريكا في الأمس القريب جدا، وتحولت إلى صديقة لها". وأورد بانون في اللقاء نفسه أن المغرب يواجه الكثير من التحديات في الساحة الدبلوماسية الدولية، ضاربا المثل بالجزائر التي "لا تتوانى في توظيف أموال هائلة من أجل مضايقة حقوق المغرب الترابية في الصحراء، وتمويل العديد من المبادرات في دول عديدة بما فيها فرنسا ودول أخرى، وهنا تبرز أنواع أخرى من الحروب التي لا يتورع هذا البلد في اللجوء إليها لضرب مصالح المملكة". وقال المتحدث: "هذا يدخل في إطار التحولات التي طرأت على أنماط الحروب التي تحولت من مواجهات عسكرية صرفة إلى معارك للمصالح الاقتصادية"، وأشار إلى أن هذه الحروب الجديدة تهدف في مجملها إلى تحقيق انتصارات في شكل مصالح اقتصادية والحصول على حصص سوق جديدة. "لقد شهدنا الدخول في حروب بالوكالة تقودها دول غربية لصالح القوى العظمى"، يستطرد غابرييل بانون، مشيرا إلى أن ذلك "ما حدث في ليبيا، مثلا، التي دخلت فيها فرنسا في حرب بالوكالة لفائدة الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأبرز الخبير الفرنسي المتخصص في الاقتصاد والعلوم السياسية أن الحروب الجديدة امتدت إلى شبكة الإنترنيت، فأصبحت "أحد المسارح الحقيقية التي تشهد مواجهات افتراضية لتحقيق أهداف جيوستراتيجية في الواقع الحقيقي".