"لقد فقدت كل شيء، ملابس طفلي الصغير الذي لم يتجاوز بعد 5 سنوات، وأمتعتي الشخصية، وآلة الغسيل، وسرير غرفتي، والثلاجة، والأفرشة، وجميع التجهيزات والأثاث، ألسنة اللهب أتت على كل ما أملكه، ولا أحد آزرني، عائلتي لم تستطع مساعدتي في محنتي لأنها تعيش في المغرب"، هكذا علقت المهاجرة المغربية فاطمة على واقعة تعرض منزلها لحريق بمنطقة "بيرخين أفريكا" بثغر سبتة المحتل. ووفق ما نقلته صحيفة "إلفارو ديخيتال" الإسبانية، فإن "الشابة المغربية تتعرض يوميا للتحرش من طرف مدمن مخدرات يقطن بجوار إقامتها، ويهددها بالاعتداء عليها إن لم تغادر منزلها فورا، كما أنه لم يكن يدعها تنام طوال الليل بطرق نافذة غرفتها، وهو ما يجعلها تشعر بحالة من الخوف الشديد، وذلك منذ أن توفي زوجها لما يزيد عن خمسة أشهر، قبل أن تقوم بإخبار جارها الشرطي المتقاعد بما تتعرض له". وتبعا للمصدر ذاته، فإن فاطمة لم تكن حاضرة لحظة نشوب النار في منزلها ب"Virgen África"؛ حيث كانت في زيارة إلى مدينة الفنيدق، شمال المغرب، وذلك بعدما توصلت بمكالمة هاتفية من والدتها تخبرها بضرورة حضورها نظرا لحالتها الصحية الحرجة، وهو ما جنبها هي وطفلها الصغير ما لا يحمد عقباه، لاسيما أن عملية إضرام النار كانت عن قصد، وفق التحريات الأوليات للشرطة المحلية. وزادت "El Farodigital"، بناء على شهادات أدلى بها جيران الضحية، أن "الحريق كان مقصودا؛ حيث إن دخان النار المنبعث من المنزل كان ممزوجا برائحة الكحول، وهذا ما يوضح أن شخصا ما كان ينوي فعلا تدمير مقر إقامة الشابة المغربية فاطمة، على الرغم من أن الشرطة هي الجهة الوحيدة المخول لها فتح تحقيق في هذه الواقعة لمعرفة الأسباب الحقيقة الكامنة وراء تشريد عائلة إثر حريق مروع". وبحسب ما صرحت به فاطمة للمنبر الإعلامي ذاته، فإنها "لا تملك أية وسيلة للحصول على دعم ومساندة أسرتها الصغيرة، خاصة أنها تعمل مرتين فقط في الأسبوع عاملة نظافة، وهذا لن يكفيها في شيء، لأن ما تجنيه تخصصه لقوتها اليومي"، وزادت في حالة من البكاء: "لا أتوفر على إمكانية إصلاح المنزل أو تأثيثه بجميع المستلزمات الضرورية، أنا الآن مشردة في الشارع ولا أملك أي شيء".