كشفت مساعدة الأمين العام لجامعة الدول العربية، رئيسة قطاع الإعلام والاتصال، هيفاء أبو غزالة، أن 90 في المائة من الأنشطة الإرهابية على الإنترنت تتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وفق ما ذكرته وكالة المغرب العربي للأنباء. وأوضحت أبو غزالة، في محاضرة حول "دور الإعلام في مكافحة الإرهاب"، ألقتها أخيرا في البحرين، أنه لذلك تسعى الجامعة العربية إلى تبني قرار أممي لمكافحة الإرهاب على مواقع التواصل الاجتماعي، مبرزة أهمية إنشاء مراصد إعلامية لمتابعة ما تنشره المنظمات الإرهابية والرد عليها. وأضافت أن لدى هذه المنظمات "وسائل جديدة لإقناع الآخرين وجذبهم"، إلى الإرهاب الذي "يقتل إرثنا وحضارتنا ويحاول إلغاء وجودنا في المنطقة"، مشيرة إلى أن نصف معركة الجماعات الإرهابية تكون على الأرض، والنصف الآخر يكون عبر وسائل الإعلام، التي تسعى من خلالها إلى نشر ثقافة الخوف والعنف، ومعتبرة أن نشر أخبار هذه الجماعات الإرهابية هو بمثابة الدعاية المجانية لها. وقالت المحاضرة إن دراسة أعدتها الجامعة العربية حول موضوع فئة الشباب ووسائل الإعلام، أظهرت أن 90 في المائة منهم يستخدمون موقع "فيسبوك"، مشددة على ضرورة التصدي إلى المعلومات الهدامة التي تنتشر على الإنترنت. كما كشفت أن اجتماعات جرت مع المؤسسات القائمة على "فيسبوك" و"تويتر" لإقناعها بإغلاق الحسابات التي تبث العنف لكنها فشلت لأن هذه المؤسسات تعتبر أنه لا يمكن المساس باستثماراتها، مشيرة إلى أن هناك مطالبات بالأمم المتحدة لاستصدار قرار من مجلس الأمن لملاحقة مواقع التواصل الاجتماعي التي تستخدمها المنظمات الإرهابية. وأوضحت أبو غزالة أن العصابات الإرهابية تستخدم وسائل الاتصال الحديثة في تبادل المعلومات التكتيكية والتواصل بين أفرادها، ولتجنيد الشباب والتحريض عبر نشر المعلومات المغلوطة، واصفة الإعلام بأنه بمثابة "أوكسجين" للإرهاب. وشددت على ضرورة أن يكون الخطاب الإعلامي متوازنا ويمتنع عن نشر خطاب الكراهية من خلال مدونات سلوك للتعامل مع وسائل الإعلام المختلفة، خاصة أن الإرهابيين يحاولون تضليل الجمهور من خلال هذه المعلومات المضللة، وعلى وسائل الإعلام توفير المعلومات بشكل واضح وتجنب ظهور المتطرفين، وذلك من خلال "تجويع الإرهاب من الأوكسجين الإعلامي". وبدورها، قالت سميرة رجب المبعوثة الخاصة بالديوان الملكي البحريني ووزيرة الإعلام سابقا، أن نصف المشهد الإرهابي من صناعة الإعلام الذي وصفته ب"الإعلام الآخر الذي يسعى لإظهاره بهذه القوة"، محذرة من أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة لتجنيد الشباب للانضمام إلى هذه المنظمات الإرهابية. وأشارت رجب، التي أطرت اللقاء، إلى غياب الإعلام التوعوي والتثقيفي لدى وسائل الإعلام العربية في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي اعتبرتها صنيعة غربية، حيث قالت "إنهم صنعوا "القاعدة" ثم صنعوا "داعش"، وفي المستقبل سيصنعون منظمات جديدة". وشددت رجب خلال اللقاء الذي حضره دبلوماسيون وإعلاميون، على أنه "لا يوجد إعلام في العالم غير موجه، إلا الإعلام العربي الذي يعيش فوضى".